تصعيد أمريكي في اليمن: أهداف معلنة وأبعاد خفية
شنت القوات الأمريكية ضربات واسعة على الأراضي اليمنية بأمر من الرئيس دونالد ترامب، في هجوم وصفته الإدارة الأمريكية بأنه «الأعنف». جاء هذا التصعيد بعد إعلان جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) استئناف حظر عبور السفن «الإسرائيلية» عبر البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب. وأكدت الجماعة أن هذه الخطوة تأتي رداً على استمرار الكيان الصهيوني في إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء إلى الشعب الفلسطيني.
وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز، فإن الهدف المعلن للضربات الأمريكية هو «فتح ممرات الشحن الدولية التي عطلها الحوثيون»، بالإضافة إلى إرسال «إشارة تحذير قوية لإيران». وحذر ترامب الحوثيين، الذين وصفهم بـ «الإرهابيين»، من الاستمرار في «أعمالهم العدائية»، متوعداً بأن أي تصعيد سيواجه برد عسكري حاسم، وبفتح أبواب الجحيم عليهم. كما وجه ترامب تحذيراً مباشراً لإيران بعدم تقديم دعم عسكري أو لوجستي للحوثيين.
استهدفت الغارات الأمريكية، وفق الصحيفة، مواقع استراتيجية تشمل الرادارات، والدفاعات الجوية، وأنظمة الصواريخ، والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين. وشمل القصف عدة محافظات يمنية، مستهدفاً مرافق حيوية وبنية تحتية، مما أسفر عن سقوط 23 مدنياً و22 جريحاً في حصيلة أولية، إلى جانب دمار كبير طال مناطق مدنية.
رغم شراسة الضربات الأمريكية، يبدو أن تأثيرها الحقيقي على المقدرات العسكرية للحوثيين سيكون محدوداً، نظراً لأن معظم قدراتهم محصنة في مواقع جبلية معقدة يصعب استهدافها. ومع ذلك، فإن هذا التصعيد يعكس رغبة أمريكية واضحة في رفع مستوى التوتر في المنطقة، مع التركيز على الضغط على دول مجاورة، مثل: السعودية ومصر، وإعادة خلط الأوراق الإقليمية.
ويتزامن هذا التحرك مع تقارير تشير إلى استخدام القوات الأمريكية الطائرات المسيرة، واستنفار القواعد العسكرية في الخليج، مما يوحي بمشاركة دول المنطقة في هذا الهجوم. ويبدو أن الهدف من وراء هذه الخطوة هو إشعال الفوضى وزعزعة الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة. فالتقارب المتزايد بين السعودية وإيران، وكذلك بين مصر وإيران، رغم أنه لا يزال في مراحله الأولية، يُعتبر تهديداً مباشراً لذرائع الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي. ناهيك عن أن التصعيد ككل، يمكن أن يعتبر جزءاً من مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول صفقة جديدة بما يخص البرنامج النووي، وهي المفاوضات التي ما تزال مستمرة رغم أنها تجري بمجملها وراء الكواليس، ودون إعلان.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1218