بوريل يُحرِّض... لنرفض أي اتفاق روسي أمريكي حول أوكرانيا
حمزة طحان حمزة طحان

بوريل يُحرِّض... لنرفض أي اتفاق روسي أمريكي حول أوكرانيا

هل تشارف المعركة الأوكرانية على نهايتها أخيراً؟
يتزايد الفرز يوماً تلو الآخر في أوروبا بين من يريد وقف دعم الحرب في أوكرانيا، ومن يستميت لـ «الدفاع» عنها، ويتسارع هذا الفرز مع اقتراب وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

لم يوفر ترامب فرصة خلال حملته الانتخابية إلا وقال: إنه سينهي الصراع في أوكرانيا خلال يوم واحد، دون تحديد كيفية تحقيق هذا الهدف، ومن وجهة النظر الروسية كان هذا الحديث عبارة عن وعود انتخابية.
هناك أمران لا بد من الإشارة إليهما.
الأول: أن ترامب وإن كان صادقاً فلا يمكن له بأي حال من الأحوال تجاوز ما تفرضه النخبة الأمريكية الحاكمة فعليا، وما ينتج من مواقف عنها كحصيلة لتفاعل انقسامها.
الثاني: أن ما يحكم ترامب، ويحكم النخبة الأمريكية، هي الظروف الموضوعية المتعلقة بالمعركة الأوكرانية، والتي بلغت حدودها الأخيرة، ولم يتبق أمام هذه النخبة سوى الاستفادة مما تبقى من وقت، وإدارة الهزيمة قدر الإمكان، ذلك أنه حتى وإن تمكنت واشنطن من المماطلة قليلاً بعد، فإن ركنها الأساس- أوروبا- تعصف بها موجة مناهضة لدعم النظام في أوكرانيا، وتسعى جدياً لحل الصراع، وباتت هذه التيارات تصعد تباعاً أكانت «يميناً» أم «يساراً» وفق المسميات الأوروبية.
وأمام هذه التطورات، وبمواجهتها، يستميت رعاة الحرب الغربيون للتحريض والدفاع عن أوكرانيا، وبدرجة تكاد تكون هستيرية حقيقة، وربما من أفضل الأمثلة على ذلك، هو مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي دعا صراحة إلى رفض أي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا حول أوكرانيا! وقال: «لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يسمح بإبرام اتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة من شأنها أن تترك الاتحاد الأوروبي أو أوكرانيا جانباً [..] أوكرانيا سترفض ذلك، ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يرفض ذلك».. وحول الجنون في التباهي، كان بوريل يشعر بسعادة غامرة لرفع حظر الاتحاد الأوروبي عن تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مرجعاً الفضل بذلك إلى نفسه، وأشار إلى ذلك أنه حينما اقتُرح عليه توفير أي مبلغ، يوجه لإضافة صفرين آخرين!
من غير الواضح بعد ما إذا كانت تصريحات بوريل هذه حول رفض أي اتفاق مُقبل، ارتجالاً منه، أم أنها خطوة في سياق خطة أمريكية في إدارة الهزيمة: على أساس القول: إن «واشنطن بإدارة ترامب اتفقت مع موسكو، إلا أن أوروبا لا تريد وتعيق» وما إلى ذلك. وتحميل زيلينسكي والاتحاد الأوروبي وزر المرحلة الأخيرة من المعركة في أوكرانيا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1201