آسيان نقطة صراع بين هيمنة الدولار أو نعيه
لم تغب منطقة جنوب شرق آسيا عن ساحة الصراع يوماً بطبيعة الحال، إلا أن قمة «آسيان» التي جرت بين 6 و11 من شهر تشرين الأول الماضي، أعادت تسليط الضوء عليها، وعلى المنظمة الجامعة نفسها.
القمة الأخيرة، شملت حضور الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكان واضحاً وجود توترات خلال الأيام التي تضمنت اجتماعاتها في فيينتيان عاصمة لاوس، وكانت العناوين الأبرز هي: بحر الصين الجنوبي، والخلافات الصينية الفلبينية خاصة، والملف الأوكراني، ولم يغب الملف الفلسطيني عنها.
لينتقد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن موسكو حيال عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، معتبراً ذلك مناقضاً لمبادئ مجموعة آسيان، وهو بذلك يسعى لتحريض دول المجموعة لاتخاذ مواقف تضر بعلاقاتها مع موسكو.
في المقابل، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سياسات واشنطن في منطقة شرق آسيا، متهماً إياها بعسكرة اليابان وإنشاء تكتل معادي، ودفع دول المنطقة ضد الصين وروسيا.
وعلى هامش القمة، التقى وزيرا خارجية الصين والولايات المتحدة للحديث بشكل أساس حول بحر الصين الجنوبي وما تجري به من مناوشات بين البحرية الصينية والفلبينية، ليشمل البيان الختامي دعوة المجموعة للالتزام معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار 1982.
وفي المختصر، كانت قمة آسيان الأخيرة ساحة مواجهة واضحة بين مساعي استمرار النفوذ والهيمنة الأمريكية مع ما ينجم عنها من محاولات تصعيد وتخريب في المنطقة، عبر الدفع لإثارة العداوة بين الجيران الطبيعيين، وبين طريقة محاربة هذه الهيمنة والقضاء عليها.
ومنذ القمة المذكورة، وإلى الآن، يجري حديث متواتر حول العلاقات الاقتصادية والتجارية لدول آسيان، وبالتحديد مدى خطورة أو صحة استمرار المجموعة في التبادل باستخدام الدولار الأمريكي، ليحذر أحد الخبراء الاقتصاديين في مكتب أبحاث الاقتصاد الكلي- لرابطة «دول جنوب شرق آسيا + 3» كيفين تشينغ- من هيمنة الدولار على الرابطة، مشيراً إلى أن أكثر من 80٪ من فواتير التجارة مسعرة بالدولار الأمريكي، وأكثر من نصف أصول والتزامات بنوك الرابطة في في الخارج مقومة بالدولار، وقرابة 85% من تداولات عملات آسيان +3 تجري بالدولار، بينما تخصص البنوك المركزية 68% من احتياطياتها بالدولار.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1201