خافير ميلي... «أمير الخلافة الأمريكية» على الأرجنتين
يمتلك الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي برنامجاً سياسياً واضحاً ومختصراً: تحويل الأرجنتين إلى ما هو أكثر من مجرّد دمية بيد الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤدي ميلي دوره بوصفه «أمير الخلافة الأمريكية» في الأرجنتين!
منذ أن وصل ميلي بأعجوبة إلى رئاسة الأرجنتين في كانون الثاني من العام الماضي (2023)، بدأت مرحلة من الجنون تطغى على بوينس آيريس على المستويين الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي مضى ميلي ولا يزال باتجاه خصخصة متوحّشة للقطاعات الحكومية، وتعويم العملة الأرجنتينية، والانتقال نحو الدولار للتداول الداخلي وفي العموم القضاء على الاقتصاد الأرجنتيني وجعل البلاد بمثابة «ورشة اقتصادية» ناهبة لصالح الولايات المتحدة.
وعلى المستوى السياسي، يعلن ميلي ويؤكد في كل يوم دفاعه المستميت عن الولايات المتحدة ومصالحها ضمن أي ملف كان، وكأنه «يصلّي لأجلها»، وعن الكيان الصهيوني بكل إجرامه ووحشيته... ودفاعه هذا، لا يتعلق بخصوم الولايات المتحدة الخارجيين فحسب، بل وحتى الداخليين.
فمن آخر ما حُرِّرَ في هذا السياق، إقالة ميلي لوزيرة الخارجية الأرجنتينية ديانا موندينو وذلك بسبب تصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي ضد الحظر الأمريكي المفروض على كوبا، وهو التصويت الذي شهد موافقة أغلبية ساحقة بـ 187 صوتاً بمقابل صوتين فقط هما الولايات المتحدة و«إسرائيل» بينما امتنعت مولدافيا عن التصويت.
وكأنَّ موندينو مسّت المقدسَّات، رغم معرفة الجميع أن ما ينتج عن عمليات التصويت في الجمعية العامة ليس ملزماً، إلا أنه يشكّل تعبيراً سياسياً عن المجتمع الدولي حيالَ مسألةٍ ما.
واستبدلَ ميلي بوزيرةِ خارجيته السفيرَ السابق لدى الولايات المتحدة خيراردو فيرثين، وكأنه يؤكِّد للولايات المتحدة تبعيَّتَه غير المشروطة حتى وإنْ بأكثر الأشكال المُهينة، ولم يقف الأمرُ عند هذا الحدّ، فتلا ذلك تعليقُ عضوية إحدى عُضوات البرلمان الأرجنتيني التي قالتْ ضمن أحد اجتماعاته «افتخر بحكومة لا تدعم الطغاة ولا تتواطأ معهم، تعيش كوبا حرة».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1199