قضايا الشرق .. عن أي خطة وأي «جنرالات» يتحدثون؟

قضايا الشرق .. عن أي خطة وأي «جنرالات» يتحدثون؟

مصطلح جديد يجري الترويج له في «أسواق الكيان»، إذ تناقش تقارير إخبارية وتحليلات سياسية ما عرف باسم «خطة الجنرالات»، فما كل هذا الضجيج حولها؟

ما يمكن الحصول عليه من معلومات حتى اللحظة، يتلخّص في أنَّ مجموعةً من «الجنرالات» قدّموا خطةً للحرب في غزّة، والتي «أعجبت» أعضاءً في حزب الليكود الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، مما دفعهم لتوقيع عريضة وجّهت إلى نتنياهو نفسه لمطالبته بتنفيذ الخطة!
تتألف الخطة من مرحلتين، الأولى: تهجير السكان الفلسطينيين من شمال قطاع غزّة و«إعلانه منطقة عسكرية مغلقة»، ثم اتخاذ خطوات مشابهة في أجزاء أخرى من قطاع عزّة.
المضمون الأساسي «لخطة الجنرالات» يكاد لا يختلف عمّا تداولوه سابقاً، فهناك تيار واسع داخل الكيان الصهيوني كان يصرُّ على ضرورة أن يظل القطاع تحت سيطرة جيش الاحتلال بشكلٍ مباشر، وما يجري اليوم هو محاولة لدفع هذا الرأي مجدداً إلى الواجهة.
لكن الموضوع لا يرتبط برغبات الكيان، ولا ينحصر في «الحيرة» حول تنفيذ هذه الخطة أو تلك! فالخطط التي جرى وضعها وتعديلها مئات المرات لم يكن من الممكن تحقيقها، وفشلت محاولات الصهاينة حتى اللحظة في الوصول لأيّ هدف معلن منذ بداية الحرب، ولكي يتجنّبوا كشف الحقيقة، يقدمون المبادرة المكررة ذاتها، ولكن بعناوين جديدة.
ومع ذلك هناك ما يثير الانتباه في «خطة الجنرالات» والطريقة التي تطورت فيها، ففي الآونة الأخيرة كانت تظهر على السطح كثير من الخلافات بين فريق نتنياهو وقيادات الجيش، وأصبح من الممكن رؤية التناقض في التصريحات والمواقف بشكلٍ يومي، ما بات يزيد من احتمال قرب انفجار أزمة الحكم من جديد، بعد أن حُيّدت لبعض الوقت عن الواجهة، فتقّدمُ الخطة منسوب إلى جنرالات في قوات الاحتياط، ما يعطي إيحاءً بوجود وزن لفكرة احتلال القطاع بشكل دائم داخل صفوفه، وإن صح هذا التقدير فيكون التوفيق بين هذين الرأيين مسألة صعبة قد يتطور إلى انقسام داخل الجيش، وإن كانت هذه الخطة هي محاولة لتصوير نتنياهو على أنّه محاط بمؤيدين داخل جيش الاحتلال فذلك لا يغير من واقع احتمالية تطور انقسام كهذا.
الضغط الذي يتعرض له الكيان غير مسبوق، وإن كانت الماكينة الحربية لا يبدو عليها التعب بوضوح، فذلك لا يلغي أنَّ الضغط الحالي، الذي تعد «خطة الجنرالات» إحدى جوانبه، تترافق مع رياح التغيير العالمية، وتطور متسارع في نشاط وسلوك المقاومة، وهو تماماً ما نحتاجه لإنهاء المشروع الصهيوني في المستقبل القريب.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1192