اندونيسيا... احتجاجات تُنبئ بأجواء سياسية عاصفة!
حمزة طحان حمزة طحان

اندونيسيا... احتجاجات تُنبئ بأجواء سياسية عاصفة!

انطلقت احتجاجات شعبية واسعة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا يوم الخميس الماضي، تخللها قمع ومواجهات مباشرة مع الشرطة وقوى الأمن، ووصل المحتجون إلى أبواب البرلمان محاولين هدم بوابته، رداً على محاولات تعديلات في قانون الانتخابات بالبلاد.

كان من المزمع أن يقوم البرلمان الاندونيسي بالتصديق على قانون انتخابات معدّل أصدرته المحكمة الدستورية، يمنع ترشح أحد أبرز المعارضين لحكومة ولاية جاكرتا، ويعزز من سلطة ونفوذ الرئيس الاندونيسي المنتهية ولايته جوكو ويدودو، فضلاً عن فقرة عٌدّلت تسمح بوصول مرشحين بسنّ 29 عاماً، عوضاً عن 30 سابقاً، مما يتيح لأحد أبنائه، كيسانغ، بالترشح في الانتخابات الإقليمية المقبلة بولاية جافة، وذلك بعد أشهر من انتخاب ابنه الآخر، جبران 36 عاماً، كأصغر نائب رئيس في البلاد.
جاء تعديل قانون الانتخابات كشرارة أفضت لاحتجاجات واسعة في البلاد، تسبقها حالة عدم رضا متراكمة على مدى سنوات سياسياً واقتصادياً.
حتى الآن، تمكنت الاحتجاجات الشعبية في اندونيسيا من فرض تأجيل التصديق على القانون المعدّل، وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني من النواب، وفق ما أعلنه البرلمان الاندونيسي، دون توضيح ما إذا كان سيعقد اجتماعاً لاحقاً بهذا الشأن قبل فتح باب الترشح يوم الثلاثاء المقبل.
يحاول الاندونيسيون بهذا الأمر مواجهة ويدودو ومساعي حكومته بالتفرّد بالسلطة، وبطريقة مواربة غير ديمقراطية، لتأمين انتخابات إقليمية أكثر نزاهة، وصولاً لانتخابات برلمانية ورئاسية قد تتيح إجراء تغييرات سياسية لمصلحتهم.
تأتي هذه الاحتجاجات بعد قرابة الأسبوعين من الأحداث في بنغلادش، التي أفضت إلى استقالة الشيخة حسينة من رئاسة البلاد وفرارها منها، وفي العموم جاءت احتجاجات كلا البلدين في سياق النشاط الشعبي العالمي المتصاعد، والذي يتوسع ليشمل كل بقاع الأرض، لكن طبيعة هذه التحركات ومآلاتها النهائية لم تتكشف بعد، ولا يمكن الجزم بأنّها لن تتحول إلى ذريعة للتدخلات الخارجية، ومحاولة زعزعة الاستقرار السياسي في مناطق حيوية في آسيا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1189