من غوايدو إلى غونزاليس.. حلقة جديدة في فنزويلا
سُميت الحلقة الأولى من موسم الانقلابات في فنزويلا بـ خوان غوايدو، وذلك في عام 2019، والآن، يجري عرض الحلقة الثانية بعنوان إدموندو غونزاليس، حيث رفضت المعارضة الفنزويلية الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد، واعترفت الولايات المتحدة والأرجنتين وغيرها بغونزاليس الخاسر رئيساً شرعياً، أما الدول الأوروبية فهي تشكك بالانتخابات، وتطالب بفرز «شفاف»، وهو السيناريو القديم نفسه.
لا يختلف سيناريو غونزاليس عن غوايدو، فها هو زعيم معارضة جديد يرفض نتائج الانتخابات الرئاسية بدعم وتأييد واعتراف وتهانٍ أمريكية بشرعيته، ونشوب موجة احتجاجات واسعة في البلاد، تتخللها مواجهات مباشرة مع قوات الأمن، وحرق إطارات وتخريب وتحطيم رموز شعبية وسياسية، رغم الإعلان عن فوز نيكولاس مادورو بنسبة 51.2% وخسارة غونزاليس بنسبة 44.2%. ليتصل وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بالمعارض الفنزويلي غونزاليس مهنئاً إياه بـ «حصوله على أغلبية الأصوات»!
وأعلنت فنزويلا سحب دبلوماسييها من 7 دول لاتينية، هي: الأرجنتين وتشيلي وبيرو وكوستاريكا وبنما وجمهورية الدومينيكان والأورغواي على خلفية تدخلها بالانتخابات الرئاسية الفنزويلية، ودورها بتصعيد التوترات الجارية داخل البلاد.
على المقلب الآخر، روسيا، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، دعت المعارضة على تقبل الهزيمة، وقبول نتائج الانتخابات، وتهنئة الرئيس مادورو، وقال: «من المهم جداً ألا تؤدي محاولات زعزعة الوضع في فنزويلا إلى تدخل أطراف خارجية في شؤون البلاد».
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان: «يجب على جميع الأطراف احترام اختيار شعب فنزويلا. ونحن على ثقة من أن حكومة وشعب فنزويلا قادرَين على حل الشؤون الداخلية للبلاد بشكل مناسب»
وهنأ التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا اللاتينية- والذي يضم 10 دول لاتينية- الرئيس نيكولاس مادورو على فوزه، بينما فشلت منظمة الدول الأمريكية والتي تضم أغلبية موالية للولايات المتحدة بإصدار قرار مشترك حول فنزويلا.
وفي الاتحاد الأوروبي، استخدمت هنغاريا حق النقض (الفيتو) مما أدى لإفشال إصدار بيان أوروبي موحد حول الانتخابات الرئاسية في فنزويلا مشككاً بها ومطالباً بمزيد من الشفافية.
الجديد في هذه القصة، هو الظروف السياسية محلياً وإقليمياً ودولياً، ورغم أن التحليل الأولي البسيط يُحاجج أن ما لم ينجح قبل 6 سنوات، لن ينجح الآن بعد كل التراجع الأمريكي منذ ذلك الحين، إلا أنّ واقع الأمور الآن يشير إلى مخاطر أكبر حقيقةً، فالتراجع، وتأثير الأزمات دولياً لم يطل الولايات المتحدة وحدها، إنما أمريكا اللاتينية كذلك، وفنزويلا ضمناً، ومن جهة أخرى جرت عدة تغييرات جيوسياسية خلال هذه السنوات، لتهوي الأرجنتين بقبضة ميلي، بينما تصعد البرازيل برئاسة دا سيلفا مثالاً، وما إلى ذلك.
إلا أن الجزء الأكثر أهمية وحسماً، هو الظرف الداخلي الفنزويلي نفسه، ويمكن اتخاذ نسب الانتخابات المعلنة مؤشراً عن حدة الاستقطاب الحاصل. إن هذه التراكمات من تدخلات خارجية واحتجاجات ومواجهات وتوترات سياسية واجتماعية، تزيد الأمور سوءاً، وبات البعض يحاجج موالين لمادورو داخلياً وخارجياً أنه ورغم موقف تياره المناهض للغرب والداعم للشعب الفنزويلي إلا أن مادورو يستفيد من إرث هوغو تشافيز دون تقديم شيء جديد حقيقي للشعب الفنزويلي طيلة هذه السنوات، وتأتي حجة أخرى رداً على ذلك، أنه وسط كل الأزمات الدولية والتراجع عموماً والتدخلات والانقلابات المحيطة، فإن الحفاظ على فنزويلا بأقل الخسائر يعد بحد ذاته تقدماً ينبغي توضيحه أكثر.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1186