الولايات المتحدة تُماطل في خروجها من العراق!
حمزة طحان حمزة طحان

الولايات المتحدة تُماطل في خروجها من العراق!

أجرى وفد ممثل عن الحكومة العراقية زيارةً إلى واشنطن لبحث مسألة خروج القوات الأمريكية من العراق تماماً، فما الجديد؟ وهل تستطيع واشنطن التعامل مع الضغط المتزايد على قواتها في تلك المنقطة؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً متزايداً، ومخاطر في نشوب صراع إقليمي مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتصاعد حرارة الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان، وذلك بينما يتلقى الكيان ضربات من أربعة محاور: الداخل الفلسطيني في غزة والضفة، واليمن، ولبنان، والعراق، التي تقوم فصائل المقاومة فيها وبشكل متواتر، باستهداف مواقع عسكرية صهيونية وأمريكية في المنطقة.
إن هذا التوتر عموماً، ينعكس بطبيعة الحال على الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط أيضاً، وأبرزه الموجود في العراق وسورية، والذي كان يتعرض لاستهدافات متواترة بشكلٍ شبه يومي في بعض الأحيان، إلى أن هدأ بالتوازي مع استئناف المباحثات الثنائية العراقية الأمريكية حول استمرار وجود القوات الأمريكية، وبدء الحرب على قطاع غزة.
إذا ما كان هذا الوجود الأمريكي عامل توتير في المنطقة، فإنه الآن بات تهديداً مع تزايد التصعيد الإقليمي مع الكيان، ووجوده يشكل عاملاً يفرض حسابات أعلى في المواجهة مع «اسرائيل» في حين أن فصائل المقاومة وشعوب المنطقة تسعى وتمضي نحو الإجهاز على المشروع الصهيوني.
في الآونة الأخيرة، عاد الضغط على الحكومة العراقية للدفع نحو تنفيذ قرارها البرلماني بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، وقبيل مغادرة الوفد العراقي لبحث هذا الأمر بيومين، استهدفت فصائل المقاومة العراقية بالطائرات المسيرة لأول مرة منذ أشهر قاعدة عين الأسد التي تحتوي قوات أمريكية، ما رفع مجدداً الضغط على تلك القوات بغية إخراجها من المنطقة.
ويتبين في الفترة الأخيرة ومن المحادثات الجارية أن الولايات المتحدة تسعى إلى المماطلة قدر الإمكان لإبقاء قواتها، وتصرّ على الحفاظ على مستشارييها في العراق. والحقيقة، أنه وبقدر ما تشكل هذه القوات عامل توتير، إلا أنها هي نفسها تحت التهديد، ويتزايد هذا التهديد كل يوم، بينما تتضاءل قدرة واشنطن على تفجير المنطقة من خلال سحب قواتها بشكل مفاجئ.
إذا ما كان خروج القوات الأمريكية قبل عام أو أكثر محفوفاً بخطر إعادة إحيائها لـ «داعش» فإن هذا الخطر بات أضعف اليوم، وباتت الولايات المتحدة تدرك أن خروجها يعني ملء خصومها للفراغ، سواء كان الحديث عن روسيا أو إيران، وأنها وبحالتها الأضعف حالياً واستنزافها الجاري على جبهتي أوكرانيا وفلسطين، فهي غير قادرة على تمويل ودعم «داعش» جدياً في العراق لدرجة «إحيائه» بل إن خروجها لن يؤدي سوى إلى القضاء على آخر خلايا التنظيم في المنطقة، وهو ما يعني خسارتها لواحدة من أهم أدواتها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1185
آخر تعديل على الإثنين, 05 آب/أغسطس 2024 12:22