البحث عن الحلول... عنوان عريض لقمة آسيان 2024!
أحمد علي أحمد علي

البحث عن الحلول... عنوان عريض لقمة آسيان 2024!

استضافت لاوس في عاصمتها فيينتيان الاجتماع السابع والخمسين لوزراء خارجية دول آسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) والمنتديات المرتبطة بها في الفترة من 21 إلى 27 تموز/يوليو 2024. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية وممثلون من أكثر من 30 دولة.

تضمنت فعاليات هذا الاجتماع مناقشات حول التعاون السياسي والأمني في منطقة آسيان، بالإضافة إلى علاقات الرابطة مع الأطراف الخارجية، واجتماعات ثنائية بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في آسيان وشركائها. وخلال هذه الاجتماعات، تم التركيز على بناء مجتمع آسيان المستدام وتعزيز الاتصال والمرونة بين الدول الأعضاء. ومن بين المواضيع الرئيسية المطروحة على الطاولة، كان الوضع في ميانمار والتوترات في بحر الصين الجنوبي، بالإضافة للقضايا الأمنية الإقليمية ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي.

ميانمار

تعاملت آسيان مع تصاعد العنف والاضطرابات الإنسانية المستمرة في ميانمار منذ الانقلاب العسكري في 1 فبراير 2021، حيث يقدر أن أكثر من 2.6 مليون شخص قد شردوا نتيجة الصراع. ورغم الجهود المبذولة لتنفيذ خطة النقاط الخمس للسلام التي وضعتها آسيان، والتي تتضمن وقف العنف وبدء حوار شامل وتقديم المساعدات الإنسانية، لم يظهر النظام العسكري في ميانمار أي التزام جادّ بهذه الخطة حتى الآن. لكن في محاولة جديدة لتعزيز الحوار، أرسلت لاوس، التي تتولى رئاسة آسيان لهذا العام، مبعوثاً خاصاً إلى ميانمار لعقد اجتماعات مع القيادة العسكرية في البلاد.
وكان قد قاد الانقلاب سابق الذكر الجيش الميانماري، المعروف باسم تاتماداو، وأطاح بالحكومة المدنية المنتخبة بقيادة الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية (NLD) وزعيمتها أونغ سان سو تشي. الأسباب الرئيسية لهذا الصراع مرتبطة بأمرين، الأول: الانتخابات المتنازع عليها، حيث ادّعى الجيش وجود تزوير في الانتخابات العامة التي جرت في نوفمبر 2020، والتي فازت بها الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بأغلبية ساحقة. والثاني: هو التوترات السياسية القائمة منذ فترة طويلة في البلاد ما بين الجيش والرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، حيث يتمتع الجيش بسلطات واسعة بموجب دستور 2008.

الفلبين والصين

التوترات بين الفلبين والصين في بحر الصين الجنوبي كانت أيضاً محوراً رئيسياً للنقاشات في آسيان، حيث تشهد المنطقة تصاعداً في المواجهات، وتحاول آسيان التوصل إلى مدونة سلوك ملزمة قانونياً مع الصين لتنظيم الأنشطة في بحر الصين الجنوبي، وتتولى ماليزيا مهمة التنسيق مع الصين فيما يخص هذا الأمر.
تأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها، لكن أمرها محسوم بالنسبة للصين التي تتمسّك بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي، وترفض حكماً أصدرته محكمة لاهاي الدولية بهذا الخصوص في 2016 والذي يقول: لا أساس قانوني لما تقوم به بكين.

آسيان تلعب دورها

هذه الاجتماعات والقضايا المطروحة بما فيها الحرب في غزة، والحرب في أوكرانيا، تعدّ مؤشراً على استعداد ومحاولة دول آسيا معالجة التحديات المعقدة من خلال التعاون والتفاوض. وبهذا السلوك، ترتقي آسيان إلى فعل ما هو جيّد ومطلوب، بظلّ التغيرات الدوليّة والضغوط والتحديّات التي تتعقّد مع احتدام الصراع على المستوى الدولي. وتكون قد لعبت دورها في توفير منصات للحوار وحلّ النزاعات، وتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة على المدى الطويل.

ما هي آسيان؟

رابطة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة اختصاراً بـ «آسيان» (ASEAN)، هي منظمة دولية تأسست لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين دول جنوب شرق آسيا. تأسست هذه المنظمة في 8 آب/أغسطس 1967 في بانكوك، تايلاند، بموجب إعلان آسيان، المعروف أيضاً بإعلان بانكوك.
الدول الأعضاء في آسيان هي: إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، بروناي، فيتنام، لاوس، ميانمار، كمبوديا. وتهدف المنظمة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة بين الدول الأعضاء، وتشجيع الاستقرار الإقليمي والسلام من خلال التعاون السياسي والأمني، تنمية التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تحقيق التكامل الاقتصادي عن طريق إنشاء سوق موحدة وقاعدة إنتاج واحدة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1185
آخر تعديل على الإثنين, 05 آب/أغسطس 2024 12:23