مؤتمر سويسرا... الغرب يمثل نفسه!
عُقد أخيراً مؤتمر السلام حول أوكرانيا في منتجع بورغنستوك في سويسرا يومي 15 و16 من الشهر الجاري، بحضور أكثر من 90 دولة ومؤسسة دولية، ليقدم مثالاً جديداً على تراجع الغرب في ميزان القوة العالمي.
روسيا، التي لم تُدعَ إلى المؤتمر كانت حاضرة، وخصوصاً بعد إعلان الرئيس الروسي عن وجهة نظر بلاده حول طريق الوصول إلى سلام في أوكرانيا، وتذكيره بالقضايا الأساسية والثابتة بنظر روسيا، ما قلل من أهمية البيان الختامي.
اختبار جديد للتوازنات
من أصل 93 دولة، كانت 56 ممثلة برؤسائها فقط، ومن بين هؤلاء 38 دولة أوروبية. لم يحظ البيان الختامي على إجماع الحاضرين، لتمتنع 13 دولة من التوقيع عليه هي: أرمينيا والبرازيل والهند وإندونيسيا والمكسيك وجنوب إفريقيا وتايلاند وليبيا والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة وكولومبيا والفاتيكان.
وتمّ لاحقاً سحب توقيعي كل من الأردن والعراق بطلب منهما، وأوضح المتحدث باسم الخارجية السويسرية فالنتين كليفا، أن إضافة توقيعهما قد جرى بالخطأ بسبب «مشكلة في التنسيق».
كما أعرب عدد من الدول من بينها هنغاريا، أنه من غير المنطقي عقد مؤتمر للسلام حول أوكرانيا دون وجود الطرف الآخر، الروسي، أساساً.
دون هذه الدول، يعني أن أكثر من ثلثي الموقعين على البيان الختامي هم الدول والمؤسسات الغربية وحلفائهما التقليديين تاريخياً، أي بالنتيجة، أن الكتلة الغربية لم تتمكن من التأثير على دول أخرى تذكر، وخاصة صاحبة الأوزان الأكبر، رغم كل الحشد الدولي السابق لهذا المؤتمر.
وهو ما عبّرت عنه المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف بالقول: «إن الرهان على تعظيم مشاركة دول الجنوب العالمي لم ينجح، وإن العديد من هذه الدول، وعلى الرغم من الابتزاز والتهديدات الصريحة والمخططات الاحتيالية أظهروا مرونة».
بالنتيجة، إذا ما كان مؤتمر سويسرا للسلام، وبعد كل الحشد الدولي والسياسي والإعلامي السابق له، قد فشل بهذا الشكل بالنسبة للغربيين، فإنه يعني تقدماً جديداً آخر لموسكو، وما تمثله على الساحة الدولية. ويوضح درجة جديدة من ضعف قدرة الغربيين والولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير على حشد وضغط المجتمع الدولي تلبيةً لمصالحهم أو لفرض نهجهم، ويعني أيضاً فقدان الولايات المتحدة منصبها بقيادة العالم، وتراجعها في قيادة أوروبا أيضاً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1180