قوات بحرية نووية روسية على الحدود الأمريكية
ملاذ سعد ملاذ سعد

قوات بحرية نووية روسية على الحدود الأمريكية

تتصاعد حدّة الرسائل العسكرية المرسلة من روسيا للولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً، لتصل مؤخراً غواصة وثلاث سفن حربية روسية إلى ميناء هافانا في كوبا، أي قرب الحدود البحرية لولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك في إطار إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الكوبية في المنطقة.

تأتي هذه المناورات التي ستجري في منطقة البحر الكاريبي بالتوازي مع تدريبات عسكرية أجرتها روسيا مع القوات المصرية في البحر الأبيض المتوسط، وتدريبات أخرى نووية مع القوات البيلاروسية، وكانت قد سبقتها مناورات مع القوات الصينية في المحيط الهادئ، وغيرها، وكل ذلك وسط استمرار الصراع في أوكرانيا لصالح موسكو عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
وتتكون الآليات البحرية الروسية التي وصلت ميناء هافانا من الغواصة الصاروخية النووية الموجهة «كازان»، والفرقاطة الصاروخية الموجهة «أدميرال غورشكوف» وهما من الآليات البحرية الاستراتيجية الأكثر تطوراً، بالإضافة إلى سفينة الإنقاذ «نيكولاي تشيكر»، وسفينة النفط «أنجيل باشين».
رغم أنها ليست المرة الأولى، إلا أن التحركات العسكرية الروسية الأخيرة، وإرسال معدّات عسكرية بهذا الوزن قرب فلوريدا، تحمل عدّة رسائل، منها: ردٌّ على المناورات العسكرية الأمريكية ومناورات حلف الناتو التي تجري بالقرب من روسيا وفي مناطق أخرى من العالم، وتأكيد على قدرة الجيش الروسي على الانتشار عسكرياً حول العالم، والعمل على دعم الحلفاء عسكرياً، دون تناسي أن كل هذه المناورات بما فيها الأخيرة قرب الولايات المتحدة تجري وسط حربٍ يخوضها الجيش الروسي في أوكرانيا منذ عامين، أي رسالة أخرى تفيد بأن القوات الروسية لا تزال لديها اللياقة والقدرة على العمل على جبهات أخرى.
بالرغم من إعلان الولايات المتحدة أن هذه المناورات لا تشكل تهديداً لها، إلا أنّها تعاملت معها بحذرٍ شديد، وقامت بمتابعة الغواصة النووية والسفن الحربية الروسية بشكلٍ دقيق في المنطقة، باستخدام أجهزة الرصد التي تحملها سفن البحرية الأمريكية.
وقال مستشار البيت الأبيض جون كيربي تعليقاً على هذا الأمر: «من الواضح أنهم يلمحون إلى عدم رضاهم عما نفعله من أجل أوكرانيا» متابعاً «سنراقب ذلك لكننا لا نتوقع أن يكون هناك أي تهديد مباشر، أو بصراحة أي تهديد على الإطلاق للأمن القومي الأمريكي في المنطقة».
الرد الأمريكي يبدو بوصفه محاولة لامتصاص الصدمة، على أساس أن «الحدث أصغر من أن يهدد الأمن القومي» لكن ذلك لا يلغي أبداً أن مضمون الرسالة الروسية وصل بالفعل، وثبتت هذه المناورات القدرة العالية التي تملكها روسيا في بناء علاقات مع دول أمريكا اللاتينية، بغض النظر عن موقف واشنطن من ذلك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1179