زيلينسكي... حتى آخر جندي أوكراني
حمزة طحان حمزة طحان

زيلينسكي... حتى آخر جندي أوكراني

تحظى أوكرانيا بدعم هائل من الأوروبيين والأمريكيين، وصل حد المغامرة بموقع البنوك الغربية والثقة بها بعد قرار استخدام الأموال الروسية، مع سعي للحفاظ على زيلينسكي كرئيس للبلاد رغم انتهاء فترة ولايته والتحايل على هذا الأمر.

قرر الاتحاد الأوروبي استخدام أرباح الأموال الروسية المجمدة في البنوك الأوروبية لتمويل أوكرانيا، 90% منها عسكرياً، و10% اقتصادياً، يُعد هذا القرار سابقة، وسينعكس سلباً على ثقة المجتمع الدولي بالبنوك الأوروبية عموماً، أما من الناحية السياسية، فإنه يعكس حاجة الغرب إلى إيجاد مصادر لتمويل ودعم أوكرانيا بشكل مستدام، وهو ما دفعهم لاتخاذ مثل هذا الإجراء التصعيدي.
وتمهد الولايات المتحدة أيضاً للقيام بخطوة مماثلة، حيث قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين خلال كلمة لها يوم الثلاثاء: «من الضروري والعاجل أن نجد بشكل جماعي طريقة للمضي قدماً لإطلاق قيمة الأصول السيادية الروسية المجمدة في ولاياتنا القضائية لصالح أوكرانيا».
رداً على ذلك تقوم روسيا بخطوات جوابية، حيث أصدر الرئيس بوتين مرسوماً يقضي بمصادرة أصول أمريكية، وفي الحقيقة فإن مثل هذه الخطوة لها بعد آخر يتجاوز الجانب المالي وحده، نحو الإضرار بمصالح الولايات المتحدة ومن يدور بفلكها من رجال أعمال عوّلت عليهم واشنطن للضغط على البنية السياسية القائمة في روسيا.
ومن جهة أخرى، تركّز موسكو على مسألة انتهاء ولاية زيلينسكي قدر الإمكان، ليشير بوتين إلى أن استمرار زيلينسكي بهذا الشكل، أو ترشحه للرئاسة، يخالف الدستور الأوكراني، بصرف النظر عن «حالة الحرب».
تزيد هذه المسألة بطبيعتها من حدة الخلافات والتناقضات والانقسامات الجارية داخل كييف، وتحديداً مع تعاظم الخسائر التي تتعرض لها أوكرانيا على كافة الأصعدة، وخصوصاً من الناحية البشرية.
وبصرف النظر عن ذلك، لا يمكن رؤية هذه المسألة دون أخذ مصلحة الولايات المتحدة وتكتيكها بعين الاعتبار، فتغيير زيلينسكي يفرض من جهة ضمان وصول «فتى مطيع» آخر، ومن جهة أخرى فإن أدنى تغيير بأمرٍ كهذا سيفتح واسعاً، باب التناقضات الموجودة في كييف ويفجرها، ومن جهة ثالثة والأهم بالنسبة لواشنطن، أن تغيير زيلينسكي سيعني بشكل ما في إطار الرأي العام والسياسي أن مرحلة جديدة قد بدأت، وأي مرحلة جديدة لا تنطوي على المفاوضات وحل الأزمة، ستؤدي لرد فعل وتأثيرات داخل الولايات المتحدة نفسها، وعليه يبدو أن أفضل خيارات واشنطن هو ما تفعله أساساً: الحفاظ على الوضع القائم قدر الإمكان والإطالة به لأبعد حد ممكن، فيبقى زيلينسكي رئيساً، ويجري تمويل القوات الأوكرانية بأي وسيلة ممكنة رسمية أو غير رسمية، مقبولة أو استثنائية لهذه الغاية حتى استنزاف آخر جندي أوكراني، تأجيلاً لإعلان الهزيمة، وعدم المغامرة بأي خطوة قد تسرّع منها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1176