محاولة اغتيال فيتسو واشتداد الصراع في أوروبا!
تصدّر حدث محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو وسائل الإعلام عالمياً، على اعتبار الحدث مرتبط بالصراع الأوكراني وبعموم الاستقطاب السياسي الجاري في أوروبا، وبأن محاولة الاغتيال جرت لممثل دولة أوروبية.
جرت محاولة الاغتيال يوم الأربعاء الماضي بعد اجتماع بين رئيس الوزراء روبرت فيتسو مع أعضاء الحكومة السلوفاكية في مدينة غاندولفا، ليقدم المهاجم على إطلاق عدة طلقات نارية على فيتسو على الملأ أمام تجمّع من الناس.
أجريت حتى الآن عمليتان جراحيتان لفيتسو، ويشير الأطباء إلى أنه ورغم الحالة الخطيرة لفيتسو إلا أنها مستقرة الآن.
واعتقلت قوات الأمن المهاجم، وهو الكاتب يوراي تسينتولا، 71 عاماً، معارض ليبرالي يعرف عنه معارضته لفيتسو وتياره عموماً، وبالأخص مؤخراً من ناحيتين، الموقف من الصراع في أوكرانيا، والموقف من الخطوات الأخيرة تجاه وسائل الإعلام والصحافة وحريتها في سلوفاكيا.
كان رئيس الوزراء روبرت فيتسو معارضاً لإرسال المساعدات إلى كييف، ومعارضاً للموقف الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية، ويتقاطع مع موسكو في العديد من النقاط، إلا أنه لم يكن مؤيداً لها بطبيعة الحال، سواء دولياً أو فيما يتعلق بالصراع الأوكراني. وبشكل مختصر، كانت مواقف فيتسو وسياساته تتعلق بالمصلحة الوطنية لسلوفاكيا، لا مصلحة أوكرانيا أو الناتو أو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ومواقف كهذه كانت كافية لإغضاب واشنطن والدول الغربية الأخرى.
تحاول وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية تصوير حدث محاولة الاغتيال أمام الرأي العام على أنه حدثٌ فرديّ يمثل ويعبر عن تسينتولا وحده، لكن استخبارياً وسياسياً، لا يمكن التعامل مع هذا الحدث إلى بوصفه محاولة اغتيال سياسي، وهي خطوة تهدف لإرسال إشارات لتيار لفيتسو وآخرين في أوروبا، مثل: هنغاريا.
ويعكس الحدث أمرين، الأول: داخلي يعبر عن درجة الاستقطاب الجارية في سلوفاكيا والتي بدأت منذ الانتخابات الأخيرة، ووصلت بعد محاولة الاغتيال حد تحذير وزير الداخلية ماتوش شوتاي إشتوك من وقوع حرب أهلية في البلاد، قائلاً: «نحن على شفا حرب أهلية، لذا أطلب منكم التوقف فوراً عن التحريض على الكراهية».
والثاني: أوروبي عموماً، كمؤشر يُعبر عن مستوى وحدّة الصراع والاستقطاب الجاري بين تيارين موجودين في أوروبا، يكون ضمناً الملف الأوكراني واحداً من العناوين الكبرى المعبرة عنه وورقة عباد شمس فيما بينهما.
فالأوضاع في الجبهة الأوكرانية تزيد من حالة الضغط عموماً إذْ تقدّمت القوات الروسية مؤخراً على عدة جبهات، كان من أهمها عسكرياً واستراتيجياً في الفترة الأخيرة الهجوم على مقاطعة خاركوف، وسط ضعف واضح في دفاع القوات الأوكرانية وتوترات داخلية اجتماعية وسياسية في كييف، مما يتسبب بضغط وتوتر سياسي أعلى في أوروبا.
تعليقاً على محاولة اغتيال فيتسو، علّقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالقول: «نحن ندين بحزم الهجوم ونتمنى الشفاء بأسرع ما يمكن لرئيس الوزراء فيتسو [...] نعرفه كصديق لروسيا لا يخاف في هذا الزمن الدرامي والتاريخي، وربما في نقطة الانعطاف هذه في تاريخ البشرية، أن يعبر عن رأيه الذي كثيراً ما يتناقض مع التيار السائد في الغرب الجماعي».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1175