كيف يرى الغرب الهجوم الأوكراني المضاد؟
بدأ الهجوم المضاد الأوكراني منذ أكثر من أسبوعين على عدة جبهات، بعد تهديد ووعيد وتضخيم إعلاميّ كان قد سبقه ورافقه، رافعاً من وزن الأسلحة الغربية الجديدة المقدمة للقوات الأوكرانية، ولكن سرعان ما فرضت المعركة على وسائل الإعلام الغربية نفسها، الرسمية وغير الرسمية بالتنفيس عن التضخيم السابق، والاعتراف الضمني بفشله مصحوباً بمبررات عدّة. ليمثل هذا الأمر هزيمة سياسية، فضلاً عن العسكرية.
بعد عدة أيام من بدء الهجوم الأوكراني المضاد والتصدّي الروسي له، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغل: أن الهجوم المضاد لن يكون سريعاً رغم تفائله بنجاحه، معتبراً وفقاً لتصريح صحفي له من لندن «سننفذ عمليات هجومية ذكية، ولهذا السبب سيستغرق الأمر بعض الوقت» إلا أنه تابع «لسوء الحظ، أثناء استعدادنا لهذا الهجوم المضاد، استعدّ الروس أيضاَ» وقال: «هناك الكثير من حقول الألغام التي تتسبب بإبطاء تقدم القوات بشكل كبير».
وفي 17 حزيران نشرت سي إن إن مقالاً تحليلياً حول الهجوم المضاد جاء في مقدمته مباشرة: «لم يكسب الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية الزخم الذي توقعه بعض المراقبين المفرطين بتفاؤلهم [...] أسفرت العمليات الهجومية حتى الآن عن مكاسب متواضعة في المناطق الجنوبية، مثل: زابوروجية، وبوجود دفاعات روسية متعددة أثبتت صعوبة اختراقها».
وجاء في مقطع آخر: «يبدو حتى الآن أن النهج الروسي للدفاع عن خطوطهم في الجنوب قد نجح بشكل جيد نسبياً، حيث فقد الأوكرانيون دباباتهم ومدرعاتهم لصالح الألغام، وأصبحت فريسة للمدفعيات والهجوم الجوي».
وجاء في مقال على صحيفة الغارديان بتاريخ 14 حزيران: «أظهرت اللقطات التي تم تداولها على قنوات التواصل الاجتماعي الروسية خلال الأسبوع الماضي، ما صوّر على أنه انتكاسة عسكرية كبيرة لأوكرانيا ببداية هجومها المضاد. ففي منطقة مسطحة ومفتوحة جنوب زابوروجية تم تدمير حوالي 12 مركبة مدرعة أوكرانية متجمعة قرب حقل ألغام. وفي أحد مقاطع الفيديو يمكن رؤية القذائف والصواريخ وهي تتساقط على الأرض وفوق المركبات بما فيها دبابات ليوبارد الجديدة المصنّعة ألمانياً ودبابات برادلي الأمريكية [...] حينما انتهى إطلاق النار أخيراً، كان قد قُتل العديد من الجنود الأوكرانيين وتُركت المركبات المحطمة».
أما صحيفة فاينينشال تايمز فقد نشرت مقالاً في 20 حزيران كانت فاتحته: «إن أفخاخ الدبابات الروسية «أسنان التنين» وحقول الألغام والتحصينات عديدة الطبقات ليست سوى مجموعة واحدة من العقبات أمام الهجوم الأوكراني المضاد، وتبين أن العدو اللدود الآخر في الجو كان: المروحيات الروسية الهجومية من طراز Ka-52 Alligator. [...] لطالما سلطت القوات الأوكرانية والمحللون والمسؤولون الغربيون الضوء على دور الطيران، بما فيها الطائرات المقاتلة الروسية وطائرات الهيلكوبتر الهجومية بتعطيل الدروع الأوكرانية».
فرض الدفاع الروسي بوجه الهجوم الأوكراني المضاد، منذ أيامه الأولى هذه الاعترافات السياسية والإعلامية الغربية بفشل العملية العسكرية، وفضلاً عن الهزيمة الميدانية والمعنوية للقوات الأوكرانية، وضع الغربيون أنفسهم أمام استحقاق سياسي بتضخيمهم لنتائج الهجوم المضاد بشكل مسبق، مما فرض هذا الأمر بدوره تراجعاً أكبر للوزن السياسي لهم، في الصراع الجاري، ليس أمام روسيا وحلفائها فقط، إنما أمام شعوبهم أيضاً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1128