منظمة شانغهاي للتعاون.. مركز وقطب دولي جديد
عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون اجتماعات لهم استمرت ليومين في ولاية غوا الهندية، بدءاً من يوم الخميس الماضي، حيث ناقشوا جملة من القضايا والملفات المرتبطة بالأمن الإقليمي والجماعي لأعضاء المنظمة، من بينها: مواجهة الثورات الملونة، وإمكانية إنشاء عملة موحدة، وانضمام أعضاء جُدد، وغيرها من الأمور.
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف- يوم الجمعة عقب انتهاء الاجتماعات- عن وجود إمكانية لدى المنظمة للتحوّل إلى عملة موحدة خاصة بها للعلاقات والتبادلات التجارية بين أعضائها، وأشار إلى أنه «لا يمكن وقف العمل على زيادة استخدام العملات الوطنية في التسويات بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ولتطبيق ذلك يمكن تطبيق الخبرات المتشكلة في البنك الآسيوي لإعادة الإعمار والتنمية، وبنك بريكس للتنمية الجديد».
وخلال الاجتماع، دعا وزير الخارجية الصينية الدول الأعضاء في المنظمة إلى الوقوف سوياً بمواجهة الثورات الملونة، قائلاً: «نحن بحاجة إلى التمسك بالحكم الذاتي الاستراتيجي، وتعزيز التضامن والثقة المتبادلة، ودعم بعضنا بحزم في حماية السيادة والأمن ومصالح التنمية، ومقاومة تدخل القوى الخارجية في شؤون المنطقة، وتنظيم الثورات الملونة».
وحول الملف الأفغاني، قال الوزير الصيني: «من الضروري دعم أفغانستان في بناء هيكل سياسي واسع وشامل، ومكافحة أي شكل من أشكال الإرهاب بحزم»، وبدوره قال لافروف: إن مجموعة الاتصال في منظمة شانغهاي للتعاون تنتظر من حركة طالبان تنفيذ الطلبات التي قدمتها المنظمة، من أجل الاعتراف بها، قائلاً: «نحن في انتظار تنفيذ الحركة للمطالبات التي تقدمنا بها للحركة فيما يتعلق بالوضع العرقي، وضمان الأمن، والحفاظ على حقوق الإنسان، ومكافحة تهريب المخدرات، ومكافحة الإرهاب وغيرها».
وحول انضمام دول جديدة إلى المنظمة أو التعاون معها، أُعلن خلال الاجتماع عن منح الإمارات العربية المتحدة صفة «شريك في الحوار» استناداً لما وصفوه بالجهود المتواصلة للحفاظ على علاقات متوازنة وتطويرها مع دول المنظمة، وتم توقيع مذكرة تفاهم معها، ومن المتوقع أن تحصل الكويت وميانمار وجزر المالديف على صفة الشراكة كذلك قبيل منح العضوية الكاملة.
عقب انتهاء الاجتماعات، دارت أحاديث وتحليلات إعلامية تشير إلى فشل الغربيين بعزل روسيا دولياً، ويتعلق هذا الأمر بمنظمة شانغهاي على وجه الخصوص، لكمّ الأعضاء الموجودين فيها، وتغطيتها للمنطقة الأوراسية جغرافيا، فضلاً عن تكتلات ومجموعات أخرى كبريكس. وقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن جميع أعضاء دول منظمة شانغهاي للتعاون قد أدانوا استهداف الكرملين بالطائرات المسيرة، الذي جرى مساء الأربعاء الماضي، وكانت موسكو قد اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف خلفه.
التحوّل إلى عملة موحدة، والتعاون الاستخباراتي والأمني بوجه الثورات الملونة والتدخلات الخارجية، وانضمام أعضاء جُدد، والاتحاد بوجه الاعتداءات الأمريكية، والعمل لحل المشاكل الإقليمية التي كانت أفغانستان واحدة من المواضيع المناقشة بينها، تُعد جميعاً أموراً مترابطة ومتشابكة تمضي باتجاه الهدف نفسه: إنهاء الهيمنة الغربية والأمريكية عن المنطقة الأوراسية، ومواجهة أية محاولات للدفاع عن هذه الهيمنة، وتثبيت المنظمة نفسها كمركز وقطب بوزن دولي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1121