القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية
حمزة طحان حمزة طحان

القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية

عقدت مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي CELAC قمتها السابعة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، يوم الثلاثاء الماضي، ترأسها الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في سياق أجواء وتطورات جديدة.

شارك بالاجتماع جميع الأعضاء البالغ عددهم 33 دولة، بغياب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إثر تخوفات أمنية من اعتقاله، وكانت واحدة من أهم جوانب هذه القمة، هي مشاركة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والتي أعلنت عودة البرازيل إلى المجموعة بعد خروجها منها برئاسة جاير بولسونارو في عام 2020.
أكد أعضاء المجموعة بوجود مشاكل وضغوط اقتصادية كبيرة على عموم أمريكا اللاتينية، خاصة بعد أزمة وباء كورونا الصحية، وما كان خلفها من أزمة اقتصادية دولية، وتأثيرات الأزمة في أوكرانيا، وما خلفه كل ذلك من ديون، ودعوا عبر البيان الختامي إلى مزيد من التمويل الدولي في المنطقة لمواجهة هذا الأمر، حيث ذكر فيها «التشديد على ضرورة قيام المؤسسات المالية الإقليمية الدولية، كبنوك التنمية متعددة الأطراف، بتحسين التسهيلات الائتمانية عبر آليات نظيفة وعادلة وشفافة».
كما حدّثت المجموعة خطتها في الأمن الغذائي والقضاء على الجوع، وتعزيز الإنتاج المحلي والإقليمي، وتضمن «إعلان بوينس آيريس» تأكيد سيادة الأرجنتين على جزر فوكلاند، ومطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا.
جاءت هذه القمة بالتوازي مع جملة من المسائل المتعلقة بأمريكا اللاتينية، كان منها اتفاق الأرجنتين والبرازيل السابق بإصدار عملة مشتركة وموحدة بينهما، أطلق عليها بشكل مبدئي اسم «سور» التي تعني «الجنوب» ودعوتهما لباقي دول أمريكا اللاتينية للانضمام لهذا الأمر. واقتراح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والكولومبي غوسافو بيترو والأرجنتيني ألبرتو فرنانديز بتشكيل محور سياسي يجمع حلفاء روسيا والصين في أمريكا اللاتينية.
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية العبث والإضرار بالعلاقات الروسية- اللاتينية بأية طريقة، وكان من آخر هذه الخطوات، إعلان واشنطن «العمل» مع 9 دول من أمريكا اللاتينية لنقل أسلحتها الروسية إلى أوكرانيا، بمقابل تسليمها معدات أمريكية جديدة، حيث قال قائد القيادة الجنوبية الأمريكية لورا ريتشاردسون: «كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.. و6 دول أخرى، أي 9 دول فقط لديها أسلحة روسية. ونحن نعمل على استبدال هذه الأسلحة الروسية بأسلحة أمريكية في حال أرادت هذه الدول نقلها إلى أوكرانيا».
بطبيعة الحال، جميع هذه الدول رفضت الأمر، وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: «نحن لا نقف إلى جانب أحد. ونقف إلى جانب السلام. ولذلك لن تستخدم أية قطعة من المعدات الروسية الموجودة على أراضينا في هذا النزاع» وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني أولاف شولتس في بوينس آيريس: «لا تفكر الأرجنتين وأمريكا اللاتينية، في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا أو أية منطقة نزاع أخرى... أعلم أن أكثر ما نريده أنا والمستشار شولتس هو استعادة السلام في أسرع وقت ممكن، وفي هذا نحن متفقان».
تعكس هذه التطورات مواجهات جدية بين تيارين شرقاً وغرباً في اللاتينية، ففكرة إصدار عملة موحدة بالتوازي مع دعوة تشكيل محور سياسي لحلفاء روسيا والصين، تعني وجود نواة ببناء اتحاد اقتصادي وسياسي يجري العمل عليها في اللاتينية، مناهض للولايات المتحدة الأمريكية بنفوذها وهيمنتها ودولارها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1107
آخر تعديل على الثلاثاء, 31 كانون2/يناير 2023 08:41