«منتدى النقب 2» تحضيرات جارية ودعوات جديدة!
معطيات جديدة يجري تداولها حول التحضيرات الجارية لما يعرف باسم «منتدى النقب» الذي عُقد العام الماضي في الأراضي المحتلة، وبقيادة أمريكية مباشرة، وانتهت اجتماعات أعمال اللجنة التوجيهية و«مجموعات العمل الست» التي عقدت اجتماعاتها في العاصمة الإماراتية على أن تُعقد قمة- 2» في المغرب في منتصف شهر آذار القادم.
الإطار الذي اجتمع ضمنه الكيان الصهيوني مع وفود رفيعة المستوى من مصر والإمارات والمغرب والبحرين كان مسعى أمريكياً واضحاً، في إطار تعميق توريط «محور التطبيع العربي» في علاقات أمنية وعسكرية تصب في نهاية المطاف في المصلحة الصهيونية، وتساهم في خلق تناقض ثانوي بين دول المنطقة وإحدى أهم القوى الإقليمية فيها، أي إيران. فما الجديد الذي يجري تداوله الآن؟
السلطة الفلسطينية ضمن إطار منتدى النقب!
صرّح مستشار الخارجية الأمريكية ديريك شوليت، بأن واشنطن مهتمّة بانضمام «الفلسطينيين» ممثلين بسلطة أوسلو إلى منتدى النقب. وقال شوليت: إن بلاده تؤيد تماماً «انضمام الفلسطينيين والأردنيين وآخرين» معتبراً أن المنتدى يُعد إطاراً مفتوحاً لدول المنطقة. الإعلان الأمريكي هذا طرح تساؤلات جدّية حول الهدف من الضغط على السلطة الفلسطينية للانخراط في منتدى كهذا، وخصوصاً في الوقت الذي يعتمد الكيان إجراءات جديدة للضغط عليها، وإقرار عقوبات بحقها، مثل: تجميد أجزاء من رصيدها، أو تحويل جزء منه لدعم أسر المستوطنين الذين قضوا في عمليات المقاومة الفلسطينية.
بالرغم من أن انضمام السلطة الفلسطينية إلى أعمال الدورة القادمة من المنتدى لم يجر تأكيده رسمياً بعد، وبغض النظر عن النتائج الكارثية الإضافية التي ستعاني منها سلطة أوسلو إذا ما شاركت في هذا الإطار. ينبغي البحث عن الهدف الأمريكي والصهيوني من هذا الطرح!
إطار جديد لكسب الوقت؟!
من المعروف أن منتدى النقب يُعد أحد الأطر العملية لتنفيذ اتفاقات التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني، ورغم وجود اتفاق مشابه بين السلطة الفلسطينية الحالية ودولة الاحتلال، إلا أن وجودها في «النقب 2» يطرح تساؤلات حول الأهداف الضمنية لهذا المنتدى، والتي لا تزال في إطار التحليلات والتلميحات. فيبدو بحسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين والمشاركين في الاجتماعات التحضيرية في أبو ظبي، أن أحد الأهداف الأمريكية من وجود السلطة الفلسطينية في هذا الإطار هو محاولة الدفع نحو سلسلة جديدة من المفاوضات غير المجدية مع الكيان، والتي تجري تحت عنوان «حل الدولتين» لكنها تُعطّل فعلياً تنفيذ القرارات الدولية في هذا السياق، وتسحب الملف الفلسطيني من المؤسسات الدولية، وتحديداً اللجنة الرباعية الدولية. باتجاه إطار أمريكي صرف يلعب الكيان ضمنه دوراً متفوقاً عن غيره من الأطراف العربية.
معروف أن اللجنة الرباعية الدولية لم تحقق أي تقدم ملموس خلال السنوات الماضية، لكن التبدلات الجارية في التوازنات الدولية بغير المصلحة الأمريكية يمكن أن تسمح لروسيا بلعب دور أكبر ضمن إطار اللجنة الرباعية، التي تضم إلى جانب الأخيرة، كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ولذلك يظهر السعي الأمريكي- الصهيوني المحموم لحصد الثمار التي طال انتظارها من اتفاقيات التطبيع، ومحاولة زج أطراف جديدة في هذه الأطر المشبوهة، بوصفها تعبيراً ملموساً عن حجم التغييرات الجارية، والتي تفرض على واشنطن والكيان العمل ضمن آجال زمنية محدودة، قبل يجدوا أنفسهم في ظل واقع جيوسياسي جديد ومختلف تماماً عمّا عرفته المنطقة سابقاً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1105