هجمات مسلحة تستهدف الشبكة الكهربائية الأمريكية

في الخامس من شهر كانون الأول الماضي أطلق مجهول النار على محطتي كهرباء فرعيتين في ولاية كارولاينا الشمالية، مما أدلى لانقطاع الكهرباء عن 45 ألف عميل لها، وفي صباح 25 كانون الأول تعرضت 3 محطات كهربائية في مقاطعة بيرس بولاية واشنطن للتخريب، 2 منهما تتبعان لشركة تاكوما وواحدة لساوند إينرجي، مما أدى لانقطاع الكهرباء عن 14 ألف عميل في الولاية.
ومنذ شهر تشرين الثاني 2022 تعرضت شبكة الكهرباء في ولايتي أوريغون وواشنطن لـ 6 هجمات مسلحة.
ويذكر أنه قد جرى أمر مشابه في عام 2013 حيث تم تنفيذ هجوم على محطة كهرباء فرعية بولاية كارولاينا الشمالية أيضاً، أدى إلى تدمير 17 محولاً من أصل 21 وتسبب بأضرار بلغت قيمتها 15 مليون دولار.
ولم تعتقل قوات الأمن الأمريكية أحداً خلال جميع عمليات التخريب هذه، كما لا يوجد أية مشتبه بهم لملاحقتهم، بينما تعزي السلطات هذه الأنشطة إما إلى حالات مظلومية فردية تقوم بالانتقام بهذا الشكل، أو بمتطرفين يمينيين ونازيين جُدد، يهدفون للإضرار باقتصاد البلاد، وإثارة الانقسام والصراع الأهلي.
وفضلاً عن عمليات التخريب هذه، ظهرت الشبكة الكهربائية الأمريكية بأضعف حالاتها منذ بدايات الشهر الماضي، بالتوازي مع العاصفة الثلجية، حيث حصلت عدة أعطال وانقطاعات في عدة ولايات، كان من آخرها في 14 من الشهر الجاري، حيث قُطعت الكهرباء في ولاية كاليفورنيا عن 68 ألف عميل.
إثر بروز هشاشة الشبكة الكهربائية في الولايات المتحدة توازياً مع الهجمات المسلحة عليها، نشرت صحيفة The National Interest مقالاً توضح فيه خطورة ما يجري، ومما جاء فيه التحذير من سهولة تدمير الشبكة الكهربائية الأمريكية برمتها وببساطة، عبر استهداف محولات الجهد العالي في البلاد، التي تتميز بربطها الضعيف.
حيث تشكل محولات الجهد العالي 3% من مجمل البنية التحتية للطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة، إلا أنها وبنفس الوقت مسؤولة عن 60 إلى 70% من إنتاج الطاقة الكهربائية عموماً، وبحسب الصحيفة، ووفقاً لدراسة أجرتها خدمة أبحاث الكونغرس CRS فإن 30 من محولات الجهد العالي تُعد ضرورية للإنتاج الأساسي للكهرباء، وإذا ما تعطلت 9 منها فقط.. قد تكون النتيجة تعطل الشبكة الكهربائية في كامل البلاد، من الساحل إلى الساحل، وجاء في المقال «أي وبكلمات أخرى، فإن هجوماً مسلحاً ومنسقاً من قبل مجموعة أفراد بمقدوره تعطيل الشبكة الكهربائية برمتها في الولايات المتحدة، بغضون ساعات، إذا ما تمكنوا من تحديد مواقع هذه المحولات الضرورية».
وحتى لو لم تصل الأمور إلى السيناريو الأسوأ وفقاً للمقال، فإن تعطل 3 من هذه المحولات فقط كفيل بالتسبب بانقطاعات طويلة الأمد في عدة مناطق من البلاد، ويحذر من أن إنتاج واستبدال مثل هذه المحولات عالية الجهد يحتاج وقتاً طويلاً قد يصل إلى عامين بأفضل الأحوال.
رغم عدم وجود ما يدل على هوية المخربين، إلا أن الاحتمالات كثيرة ومتنوعة، فمن جهة هناك انقسام سياسي حاد داخل النخبة الحاكمة، ويمكن والأخطر من ذلك، هو أن واشنطن متورطة في أعمال عدائية على عديد من الجبهات العالمية من أوروبا إلى تايوان، ما قد يدفع خصومها إلى نقل هذه المعركة إلى داخل الولايات المتحدة الأمريكية.