الفلسـ.ـطينـ.ـيون يتقدمون نقطةً تلو أخرى
تستمر عمليات الصدّ والردّ بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية على رتمها نفسه، فمع كل شهيدٍ يرتقي هنا يقابله مستوطن أو جندي صهيونيّ هناك، وتدور حلقة المواجهات على هذا النحو، وعلى الساحة السياسية يجري الأمر نفسه، حيث انتزع الفلسطينيون قراراً من الأمم المتحدة لصالحهم، رداً على عمليات الاستيطان الصهيونية.
خلال الأسبوع السابق، اعتقلت القوات الصهيونية 19 فلسطينياً، بينهم ثلاث نساء من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بما فيها نابلس وجنين، التي شهدت مواجهات عسكرية يوم الأربعاء الماضي بين مجموعات المقاومة وجيش العدو، قتل خلالها الشاب مهدي حشاش من كتائب شهداء الأقصى وأصيب عشرات آخرون.
وكان اعتقال النساء الثلاث من نابلس بذريعة تخطيطهن لتنفيذ عملية إطلاق نار ضد الجيش الصهيوني انتقاماً لاغتيالهم إبراهيم النابلسي.
لم ولن يمتلك الفلسطينيون خياراً سوى المقاومة على كافة الصعد، وليس أقلها الجانب العسكري، وهو ما أثبتوه طيلة السنوات الماضية، ويؤكدوه مؤخراً بشكلٍ متحدّ ومتناغم على كافة الأراضي المحتلة من الضفة الغربية إلى قطاع غزة مروراً بفلسطينيي الداخل، كما أن تطور وصقل أدواتهم وخبراتهم على المستويين العسكري والسياسي بدأت تظهر ملامحه الأولية مع توسع الفرص التاريخية أمامهم، جراء التراجع والأزمات الأمريكية والأوروبية و«الإسرائيلية»، فالضغوط نحو وحدة الصف الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام من جهة، ومعارضة سلطة أوسلو والاتفاق الأمني من جهة أخرى، وتصاعد وتكثيف عمليات المقاومة كماً ونوعاً من جهة ثالثة، تشكل بمجموعها الأسس لانتفاضة ثالثة أشمل وأكبر قوة وأكثر وحدة، يدور الحديث حولها الآن.
كما أن الضغوط الشعبية والمقاومة هذه تدفع السلطة الفلسطينية نفسها للمناورة مع حكومة العدو، وانتزاع قرارات حقوقية لصالح الفلسطينيين، مثلما جرى بتبنّي اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يُعطي من خلاله الحق للفلسطينيين بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية، حول الاحتلال الصهيوني لأراضي دولة فلسطين، وبلحظة حساسة بالنسبة لحكومة العدو التي يجري تشكيلها الآن، بعد فشلٍ متتالٍ بذلك لأربع سنوات.
وعلى الرغم من محاولات السلطة الفلسطينية استثمار هذا التقدّم سياسياً لصالحها، إلا أنّ هذا الأمر نفسه قوبل بسخط من الفلسطينيين اتجاهها، على اعتباره قراراً يخص كافة الفلسطينيين، ولا فضل لأحد غيرهم مجتمعين به، وأنه كان ينبغي السعي لانتزاعه وانتزاع العديد غيره منذ زمنٍ طويل أساساً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1096