تسارع نحو تصفير المشاكل بين القوى الإقليمية الثلاث: إيران والسعودية وتركيا
عتاب منصور عتاب منصور

تسارع نحو تصفير المشاكل بين القوى الإقليمية الثلاث: إيران والسعودية وتركيا

صرّح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن تركيا لا يمكن لها أن تقبّل التهديدات الأمريكية للمملكة العربية السعودية، التي تصاعدت بعد قرار أوبك+ بتخفيض إنتاج النفط، الخطوة التي رأت فيها واشنطن «عملاً عدائياً ضدها» وحاولت الضغط على بعض الأطراف لتأجيل هذا القرار دون أن تنجح في ذلك.

أشار تشاووش أوغلو في كلمة له في اجتماع لحزب العدالة والتنمية في ولاية مرسين، أن تركيا ترى «التهديدات من الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية، على خلفية قرار خفض إنتاج النفط من أوبك+ غير مقبولة» واعتبر أن «الاستقواء والتنمر من طرف الولايات المتحدة ليس أمراً صائباً». ولم يكتف الوزير التركي بهذه الكلمات، بل أشار إلى أن أسعار النفط المرتفعة يمكن حلّها بوسائل أخرى، كرفع العقوبات عن إيران، التي من شأنها أن تزيد من المعروض العالمي ما سينتج عنه حتماً خفضاً في السعر.

في السياق نفسه، عبّر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي: إن على بلاده والسعودية «أن تعيدا فتح سفارتيهما لتسهيل التقارب بينهما». وفي حديث لوكالة أنباء إيرانية قال ولايتي: «نحن جيران للسعودية ويجب أن نتعايش، يجب إعادة فتح سفارتي البلدين من أجل حل مشاكلنا بطريقة أفضل».

هذه التصريحات التركية والإيرانية جاءت تعبيراً جديداً على الاتجاه العام للقوى الإقليمية في المنطقة، التي تتجه للتقارب الموضوعي فيما بينها، وبالاتجاه المناقض للمصالح الأمريكية. والتقارب المتسارع بين تركيا وإيران والسعودية لن تتأخر نتائجه في الظهور بوضوح، بل ستبدأ بالتأثير على مجمل الملفات العالقة في المنطقة. ومن الجدير بالذكر، أن توجهات كهذه لا يمكن النظر إليها بوصفها تنازلات مجانية، بل أن الدفاع عن المصالح الوطنية لهذه الدول بات أبعد من أي وقت مضى عن واشنطن، ولذلك ينبغي البحث بشكلٍ جدي في سبيل تصفير المشاكل البينية في المنطقة. وهو ما بات ممكناً في ظل توازن دولي جديد داعم لهذا التوجه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1093