العلاقات الفرنسية البريطانية تتدهور
تشهد العلاقات الفرنسية– البريطانية تدهوراً منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، وذلك مع تطور تباينات متزايدة بالمواقف السياسية الخارجية، والإشكالات القانونية الناجمة عن الخروج من الاتحاد.
تصدرت خلال الأسبوع الماضي جملة المرشحة البريطانية الأولى لرئاسة الوزراء، وزيرة الخارجية ليز تراس، أنها لم تحسم موقفها تجاه ماكرون، قائلة رداً على سؤالٍ وجه لها عما إذا كان ماكرون صديقاً أم عدواً: «لم أحدد موقفي من ذلك بعد» وأن هذا الموقف سيتحدد بناء على الأفعال وليس الأقوال.
ليقوم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بالرد عليها خلال زيارته إلى الجزائر بالقول: إن «المملكة المتحدة دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها وأحياناً على الرغم من الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبونها في تصريحاتهم العامة» وتابع «إن لم يكن بإمكاننا نحن الفرنسيون والبريطانيون القول: إن كنا أصدقاء أم أعداء- والمصطلح ليس محايداً- فإننا نتجه نحو مشاكل خطرة».
خلف ما يبدو أنها مشكلة إعلامية بين سياسيين أوروبيين لا أكثر، إلا أن المشكلة أعمق من ذلك بالطبع، وقد تكون من المرات القليلة التي يقول بها ماكرون شيئاً حقيقياً بأن هذا التطور يتجه نحو مشاكل خطرة بين البلدين.
فالمشكلة بين فرنسا وبريطانيا تتعدى الموضوعات اللوجستية والإجراءات القانونية التي تضررت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، كالمشكلات الأخيرة المتعلقة بضخ بريطانيا مياه صرف صحي غير معالجة في بحر الشمال، أو الدور الفرنسي بتدفق بعض المهاجرين إلى بريطانيا عبر بحر المانش، نحو خلافات عميقة بالسياسات الخارجية سواء ما يتعلق بأوروبا نفسها وأزمة الطاقة ضمناً، أو روسيا، أو الولايات المتحدة، أو الملف الأوكراني والتدخل به، وذلك دون نسيان أن كلا البلدين أعضاء في حلف الناتو.
وبصرف النظر عمن قد يتسلم رئاسة وزراء بريطانيا مستقبلاً، فإن هذه الخلافات والتباينات قائمة وتتطور سلباً على أساسات موضوعية، حلها يتطلب تغييرات سياسية حقيقية في كلا البلدين، تغييرات تعيد إنتاج توافقات بينهما على أساس مصلحة مشتركة لا يبدو أنها موجودة اليوم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1085