هل بدأت مرحلة تهديد بن سلمان بالفعل؟
عتاب منصور عتاب منصور

هل بدأت مرحلة تهديد بن سلمان بالفعل؟

في الوقت الذي يحاجج البعض حتى اللحظة، حول أن زيارة بايدن إلى السعودية لم تفشل، ويبحثون عن أدلة تدعم هذه الفكرة في أكوام خيبتهم، يبدأ البعض الآخر برصد سلوك آخر تقوم به واشنطن، وهو وعلى الرغم من خطورته إلا أنه دليل دامغ على الفشل الذريع للزيارة المذكورة!

إذا قلنا جدلاً: إن إدارة بايدن وضعت سلسلة من السيناريوهات لنتائج «قمة جدّة» فلابد أنها وضعت سيناريو مخصص للتعامل مع فشل الزيارة، ولا يعد مستبعداً القول بأن بعض الرؤوس الحامية في واشنطن ترغب في تحميل بن سلمان مسؤولية هذا الفشل، بل الأكثر من هذا ترغب في معاقبته على هذا. فبن سلمان وبعيداً عن تقييم أدائه السياسي في مجمل القضايا، إلا أنه رأى مصالحه في مكان مختلف عن رغبات الولايات المتحدة، التي من شأنها توريط السعودية في مشاكل سياسية واقتصادية وأمنية خطيرة. ويمكن القول: إن مرحلة التهديدات المبطنة لابن سلمان بدأت بالفعل! فقد نشرت مجلة «إيكونوميست» في 27 تموز 2022 مقالاً مطولاً تحت عناون «محمد بن سلمان: طاغية في الصحراء» أعادت من خلاله استعراض الكثير من القضايا مثل: التشكيك في شرعية ولاية بن سلمان للعهد، وإعادة سرد تفاصيل تخص تلك المرحلة بالتحديد، ولا تنسى المجلة التذكير بأن بن سلمان يعد بالفعل أحد أفراد الأسرة الحاكمة، لكنه فردٌ من 15 ألف فرد ينتمون إلى نفس «العائلة»! المثير للانتباه أكثر أن الـ «إيكونوميست» ربطت بين بن سلمان وصدام حسين 3 مرات في هذا المقال المطول، وبدأت هذه الإشارات منذ السطور الأولى حين نقلت عن أحد المقربين من الأسرة الحاكمة، أن بن سلمان لم يكن طفلاً محبوباً في صغره وكانوا يلقبونه بصدام حسين! ليتوالى ذكره لاحقاً في متن المقال، الذي حاولت الصورة المرافقة له إرسال رسالة واضحة!
تعبّر «المنابر الإعلامية» في كثير من الأحيان عن أفكار تدور برؤوس أصحاب القرار السياسي، الذين يستخدمون هذه المنابر لإرسال رسائل موجهة، وبرهنت هذه الطريقة فاعليتها تاريخياً. فهل ينطبق هذا التفسير على ما جاء في المقالة المذكورة؟ هل ترسل بعض النخب الأمريكية رسالة إلى بن سلمان لتذكره بمصير صدام حسين؟ ربما يكون هذا صحيحاً، لكنه يطرح في الوقت نفسه سؤالاً آخر: هل تستطيع واشنطن اليوم فرض ما تريد كما كانت تفعل منذ عقدين من الزمن؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1081