أهم ما جاء في اجتماع مجموعة دول بريكس
عقد وزراء خارجية دول مجموعة البريكس «الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل» اجتماعاً افتراضياَ عبر الانترنت برئاسة الصين في 19 أيار، وخلص الاجتماع إلى بيان ختامي مكوّن من 25 نقطة.
تتضمن أهم نقاط البيان، وبشكل مختصر (مُحرر) ما يلي:
التأكيد على استمرار دول البريكس بتعزيز التعاون بين الأعضاء في إطار الركائز الثلاث: السياسية- الأمنية، والاقتصادية- المالية، والتبادلات الثقافية- الشعبية. واحتواء انتشار وتأثير جائحة كورونا، والإسراع بتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتعزيز التضامن والتعاون.
التأكيد على الالتزام بتعددية الأطراف عبر دعم القانون الدولي، بما في ذلك المبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.
التأكيد على تعزيز وتحسين الحوكمة العالمية، من خلال تعزيز نظام أكثر مرونة وكفاءة وتمثيلاً وممارسة التشاور والتعاون الشاملين لصالح الجميع.
التأكيد على التزامهم بالبيان المشترك لعام 2021 حول تعزيز وإصلاح النظام متعدد الأقطاب، وتمثيل أكبر للبلدان النامية في المنظمات الدولية.. والتأكيد على الحاجة إلى إصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، بهدف جعله أكثر تمثيلاً وفعالية وكفاءة.
التأكيد على دعم نظام تجاري متعدد الأطراف ومفتوح وعادل وشامل وغير تمييزي، يهدف لتكافؤ الفرص، مع معاملة خاصة وتفضيلية للبلدان النامية، وتجنب الإجراءات أحادية الجانب.
أشار الوزراء إلى مواقفهم الوطنية المتعلقة بالوضع في أوكرانيا، وعبروا عنها في المحافل الدولية المناسبة، وأكدوا دعم المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أينما وحيثما وجد وأياً كان مرتكبه، والالتزام بمكافحة الإرهاب وشبكات تمويل الإرهاب، والتأكيد على أنه لا ينبغي ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية.
مواصلة الجهود لتعزيز نظام معاهدات واتفاقات الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار، من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمي والسلم والأمن الدوليين.
دعا الوزراء إلى تعزيز نظام مراقبة الأسلحة ونزع الأسلحة وعدم الانتشار، بما في ذلك اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية وتدمير تلك الأسلحة.
التأكيد على الالتزام بعالم خالٍ من الأسلحة النووية، ونزع السلاح النووي، ومنع الحرب والنووية، وتجنب سباقات التسلح، بإشارة إلى البيان المشترك لرؤساء جمهورية الصين الشعبية وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية والولايات المتحدة في 3 كانون الثاني 2022، والتأكيد على أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها أبداً.
بالإضافة إلى العديد من النقاط الأخرى المتعلقة بالجائحة الفيروسية، وعسكرة الفضاء، وتطوير التكنولوجيا والذكاء الصنعي والتعاون في هذا الإطار، واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، وغيرها.
نقاط أخرى خلال الاجتماع
نذكر فيما يلي بعض النقاط الأخرى التي أُعلنت ونُوقشت في اجتماع دول البريكس، ولم يجري تضمينها حرفياً في البيان الختامي، إلا أن ما ورد فيه يُغطيها بصيغته العامة، ومن أهمها:
تصريح وزير المالية الروسي أنتون سيلوانوف خلال الاجتماع الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول بريكس، أن الأعضاء سيقومون بتسريع العمل لإقامة نظام مراسلات مالية خاص، ووكالة تصنيف مستقلة، وتكامل أنظمة الدفع على خلفية العقوبات، وقال: «هذا يدفعنا إلى تسريع العمل في المجالات التالية، استخدام العملات الوطنية في عمليات التصدير والاستيراد، وتكامل أنظمة الدفع والبطاقات، ونظام المراسلة المالية الخاص بنا، وإنشاء وكالة تصنيف مستقلة لبريكس».
وقد اقترح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال الاجتماع «دراسة معايير وإجراءات توسيع بريكس للتوصل إلى توافق تدريجي» وهو ما يعني توسيع مجموعة البريكس المكونة من 5 أعضاء حالياً لتضم أعضاء جدد، وفي هذا الإطار عقدت جلسة منفصلة مساء يوم الجمعة لبريكس+ وتضمنت بالإضافة إلى وزراء خارجية دول بريكس الأعضاء ممثلين عن كل من الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والإمارات والسعودية والسنغال وتايلاند.
وقد أيد أعضاء البريكس الاقتراح الصيني لتوسيع المجموعة، إلا أن الاتفاق حول الدولة أو الدول التي قد تنضم سيخضع لمفاوضات طويلة من أجل التوافق على مؤهلاتها وضرورتها ودورها وغيرها من العوامل في المجموعة.
ويذكر أنه قد سبق اجتماع البريكس عدة تصريحات روسية ملفتة خلال الشهر الماضي، منها تصريح الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن دول مجموعة البريكس باتت بالفعل نواة العالم متعدد الأقطاب، وأن العالم أحادي القطب بات شيئاً من الماضي منذ ما قبل الأحداث في أوكرانيا.
وكان قد قال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانوتورف على هامش منتدى «إينوبروم»: إن روسيا معنية وتهدف إلى زيادة التسويات بالعملات الوطنية مع مجموعة دول البريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مشيراً إلى نمو التجارة بين روسيا والدول الأعضاء في المنظمات المذكورة قد تراوح بين 34% و38% وأن هذه الاتحادات مجتمعة تشكل نصف الاقتصاد العالمي.
القافلة تسير..
إن اجتماع البريكس بكل ما تضمنه من تصريحات، وما جاء في نقاط بيانه الختامي ككل، يؤكد مجموعةً من الحقائق، ليس أهمها: إن عالم الأحادية القطبية الأمريكية قد انتهى، وأن الغرب بوصفه مركز للنشاط الاقتصادي والتجاري والسياسي عالمياً أيضاً بات من الماضي، وأن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا والصين ومساعي الغرب بعزل هذه الدول عن الاقتصاد العالمي من جهة، ومحاولات الإضرار بتحالفهم من جهة أخرى، لا تؤتي ثمارها، وإنما على العكس من ذلك، تؤكد مرةً تلو أخرى على ضرورة تعميق هذا التحالف وجذب البلدان الأخرى إليه.
ومن ناحية أخرى، فإن كل تقدم لبريكس يعني ضربةً كبرى للغربيين والأمريكيين خاصة، فالتبادل التجاري بالعملات الوطنية بين هذه الدول، والسعي لإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتمثيل الدول النامية، وإنشاء نظام تجاري متعدد، والتأكيد المستمر على نزع السلاح النووي، والحد من انتشاره، وغيرها.. يمثل مراسم جنازة ودفنٍ للدولار والبترودولار والهيمنة الأمريكية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1071