المملكة العربية السعودية ... رسم تخيّلي مستند إلى الواقع
الجمهور العادي حتى ذلك الذي لا يهتم بالبحث والتدقيق في التغيرات التي تطرأ على سياسات الدول الخارجية، يلحظ ملامح لتغيّر خارطة علاقات السعودية على الساحة الدولية، وفي الوقت الذي أصبح الخلاف الأمريكي-السعودي شديد الوضوح- بات من الممكن وضع بعض التصورات لدور سعودي مختلف في الأمد القريب، وخصوصاً أن سلوك السعودية بدأ يظهر مع بعض الاختلافات في بعض القضايا.
بعد لقاء جمع بين نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونائبته ويندي شيرمان، وجرى خلاله بحث عدد من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية، عاد السؤال المطروح حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وما سينتج عن الاختلافات التي تطفو على السطح بالفعل.
موقع السعودية في الصراع
التصريحات الصينية- التي أشارت إلى سعي بكين لزيادة أعضاء مجموعة بريكس- كانت مؤشراً مهماً على التغيرات الجارية في العالم، وخصوصاً أن السعودية هي إحدى الدول المقترحة، والتي حضرت- إلى جانب تسع دول أخرى- اجتماعاً بصيغة «بريكس +» يوم الجمعة 20 أيار الجاري، وعلى الرغم من أن الآثار الاقتصادية الهامة لهذه الخطوة، إلا أن آثارها السياسية ستكون أكثر تأثيراً، وتحديداً لما تلعبه هذه الأخيرة في إنتاج الطاقة على المستوى العالمي. هذا بالإضافة إلى مكانتها المعنوية بالنسبة للشعوب الإسلامية. لكن وجود السعودية في مكان أقرب لدول الشرق من شأنه أن يطرح مجدداً سؤالاً حول طبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة في بؤر التوتر المشتعلة، والتي ساهمت سياستها التابعة لواشنطن سابقاً بتأجيج هذه الصراعات وتمويل بعضها. ويمكن رصد هذه البوادر بشكلٍ واضح في اليمن، الذي بدأ يشهد ملامح انفراجة، وهو ما يمكن ربطه بالتقارب السعودي– الإيراني، والذي يتقدم بشكل جيد حسب تصريحات البلدين.
وساطة في قضية الصحراء!
أطلق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود مجموعة من التصريحات في أثناء زيارته إلى الجزائر، والتي تتضمن عزم السعودية على طرح خارطة طريق لحل الخلافات بين المغرب والجزائر، تلك التي تصاعدت مجدداً بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وتطبيع الأخيرة مع الكيان الصهيوني، والذي تعتبره الجزائر مصدراً إضافياً للتهديد, التصريحات السعودية- والتي لا تزال غير كافية لفهم حقيقة هذه المبادرة -تؤشر إلى احتمال انخراط السعودية بشكل فاعل إلى جانب روسيا والصين في محاولة لنزع فتيل الصراع الذي حاولت واشنطن والكيان الصهيوني تغذيته في السنوات الماضية، وهو– إن صحة هذه القراءة الباكرة– يعني أننا سنشهد دوراً جديداً للسعودية في الكثير من القضايا الأخرى، وما سيميز الدور السعودي هذه المرة أنه معاكس لمصالح واشنطن.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1071