كوريا الديمقراطية تُذكر باصطفافها وموقعها مجدداً
ملاذ سعد ملاذ سعد

كوريا الديمقراطية تُذكر باصطفافها وموقعها مجدداً

تجدد ذكر كوريا الديمقراطية (الشمالية) سياسياً وإعلامياً بكثرة خلال الأسبوعين الماضيين، وبتصعيد جديد بينها وبين خصومها من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

جاء هذا التصعيد الأخير بعدما أقامت كوريا الديمقراطية بتاريخ 25 نيسان عرضاً عسكرياً كبيراً لها في العاصمة بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الثوري الشعبي الكوري، وما تتضمنه من إطلاق لأحدث الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في البلاد هواسونغ-17، بالتوازي مع تصريحات الرئيس كيم جونغ أون بتسريع النشاط والتطوير النووي في البلاد بقوله: «سنواصل بأسرع وتيرة اتخاذ خطوات لتعزيز وتطوير القدرات النووية لبلادنا» وتلت ذلك أنباء وتقارير تفيد بعزم كوريا الديمقراطية على إجراء تجربة نووية جديدة في المستقبل القريب.
وأكد جونغ أون لاحقاً، أن بإمكان بيونغ يانغ استخدام الأسلحة النووية لمواجهة القوات المعادية بشكل استباقي، حيث قال: «للمحافظة على التفوق المطلق للقوات المسلحة الكورية الشمالية، يجب أن تكون كوريا الشمالية قادرة على احتواء وتطويق كل المحاولات الخطيرة والتهديدات، بشكل استباقي في حال الضرورة» وأشار أنه يتعين على بيونغ يانغ تطوير ترسانتها من أجل امتلاك «قوة عسكرية ساحقة لا يمكن لأية قوة في العالم أن تستفزها.. ذلك طوق النجاة الذي يضمن أمن بلدنا».
كما قامت بيونغ يانغ لاحقاً في 5 نيسان بإطلاق صاروخ باليستي جديد، والذي رصدته هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، وقالت: إن «إطلاق كوريا الشمالية لسلسلة من الصواريخ الباليستية لا يمثل تهديداً خطيراً للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية فقط، بل للمجتمع الدولي أيضاً»
وفي 7 نيسان أعلنت هيئة الأركان نفسها أنها رصدت إطلاق كوريا الديمقراطية صاروخ باليستي آخر من إحدى الغواصات باتجاه بحر اليابان، وهو الأمر الذي أكده خفر السواحل الياباني أيضاً.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أحد أسباب التصعيد هو موقف البلاد الداعم للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بطبيعة الحال، وتعهدها بتوسيع العلاقات مع روسيا في الذكرى الثالثة للقمة بين الرئيسين كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين، وفقاً لخارجية كوريا الديمقراطية، واللحظة الزمنية التي جرى بها ما سبق.
قالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جالينا بورتر: إن أفعال كوريا الديمقراطية تُعد انتهاكاً للقانون الدولي، مضيفة «نحث كوريا الشمالية على الامتناع عن الأنشطة المزعزعة للاستقرار»، كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على أن القوات الأمريكية قادرة على التصدي لهجمات صاروخية محدودة من كوريا الديمقراطية.
ورداً على الخطوات الأخيرة من بيونغ يانغ، اتفق وزيرا الدفاع الكوري الجنوبي سوه ووك والأمريكي لويد أوستن على تعزيز الاستعداد الدفاعي المشترك للبلدين، كما أدانا إطلاق بيونغ يانغ للصواريخ البالستية.
وزعمت كل من اليابان والولايات المتحدة عبر وزارتي خارجيتهما، أن كوريا الديمقراطية ستجري هذا الشهر أول تجربة نووية لها منذ عام 2017.
إن ما يجري ضمن هذا الملف باختصار، هو صدى للعملية العسكرية الروسية والتغيرات الدولية الكبرى الجارية الآن، فضلاً عن الخصوصية لكوريا الديمقراطية، وهي بهذه الخطوات تؤكد مجدداً اصطفافها وموقعها ووزنها على الساحة الدولية في مواجهة الغربيين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1069
آخر تعديل على الإثنين, 09 أيار 2022 11:26