ماكرون يريد خطة طوارئ للأمن الغذائي وميلانشون يحشد قواه
اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة خطة طوارئ للأمن الغذائي تتوافق عليها مجموعة الـ 7 وذلك من أجل التعامل مع «خطر مجاعة» محتمل في عدة دول إثر توتر الأوضاع في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة على حد قوله.
وكان وزير الزراعة الفرنسي جوليان دونورماندي قد أشار في وقتٍ سابق أن بلاده لا تعاني من تهديد بانقطاع الأغذية عنها معتبراً أن فرنسا لديها اكتفاء ذاتي بالزراعة إلا أنه أكد بأن الموضوع الأوكراني سيتسبب بأزمة غذائية عالمية.
كان وقع هذه التصريحات على الشعب الفرنسي غير مرضٍ على الإطلاق، معتبرين التصريحين تمهيداً لأزمة غذاء مقبلة علماً أن فرنسا ليست الوحيدة التي تشير إلى هذا الأمر بين الدول الأوروبية.
ويبدو أن الحكومة الفرنسية تواجه معارضة قوية وتتوسع باطراد داخل البلاد، حيث تعاود التظاهرات الشعبية والسياسية على التحرك مجدداً، نذكر منها تجمعاً لجمعية فرنسية تدعى «تقارب فرنسا وروسيا» أمام مبنى القنصلية الروسية في مدينة مارسيليا الفرنسية يوم 19 آذار داعيةً إلى السلام مع موسكو ورفضها لحلف الناتو، وجاء في بيان صادر عنها أن «الولايات المتحدة تؤجج نار الحرب في أوروبا بموافقة السياسيين الأوروبيين! الفرنسيون يدفعون أكثر من 2 يورو مقابل لتر واحد من البنزين ولن نتمكن تدفئة أنفسنا الشتاء المقبل. أولئك الذين يزداد ثراؤهم باستمرار لن يعانوا من هذه الزيادات».
وفي اليوم التالي خرج الآلاف من الفرنسيين للتظاهر في العاصمة باريس ومدنٍ أخرى احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والعنصرية وعنف الشرطة، وفي اليوم نفسه خرجت تظاهرات حاشدة وصلت إلى 100 آلف مشارك دعماً للحزب الفرنسي اليساري بقيادة جان لوك ميلانشون مطالبين بالتغيير في البلاد خلال تجمع انتخابي له، وذلك قبل 3 أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وفي 22 آذار تجمّع المئات من سائقي الشاحنات والإسعاف وسيارات الشرطة وغيرهم في مدينة ليوريان احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود.
يشير العديد من المحللين بالإضافة إلى استطلاعات للرأي أن ماكرون قد انخفضت شعبيته بشكل كبير، وفي المقابل يبرز ميلانشون بوصفه المرشح الأوفر حظاً في البلاد، إلا أن ذلك لن يجري تأكيده بطبيعة الحال إلا في موعد الانتخابات المقبلة وما ستتضمنه من خلافات وتجاذبات سياسية بين مختلف الأطراف.
على الهامش، كان من اللافت تصريح ماكرون خلال مؤتمر صحفي له قدم خلاله برنامجه الانتخابي في 17 آذار بالقول «أجدد التأكيد على كل ما قلته، في عام 2019 قلت إن الناتو بحالة موت دماغي وهذا كان صحيحاً من ناحية إستراتيجية ومبادئ عمل المنظمة» لكنه اعتبر أن «روسيا صعقتنا، مما أعادنا للحياة» وهو بذلك يحاول حشد تأييد الأمريكيين والقوى الأوروبية الداعمة لاستمرار الناتو خلال الانتخابات المقبلة في مقابل الرفض الشعبي الفرنسي له وللعضوية فيه.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1063