واشنطن تضغط لإجراء الانتخابات الليبية في موعدها.. بمقابل؟
يبدو في الظاهر أن الصراع الانتخابي الليبي يمضي نحو مزيد من التعقيد، وسط تزايد الدعوات الداخلية لتأجيل الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول، بتعارض واضح مع الضغوط الدولية والإقليمية والأممية لإجرائها في موعدها.
فبعد الصدّ والردّ بالمحاكم الليبية حول أحقية ترشح أو عدم ترشح بعض الشخصيات كسيف الإسلام القذافي والمشير خليفة حفتر ورئيس الحكومة الانتقالية الوطنية عبد الحميد الدبيبة، دعا المجلس الأعلى للدولة لتأجيل الانتخابات، وتعرضت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لاقتحام مقرها في العاصمة طرابلس من قبل مجموعات مسلحة طالبت بعدم إجراء الانتخابات إلا بعد الموافقة على مسوّدة الدستور.
لتصرح كلاً من روسيا والولايات المتحدة- رغم اختلاف النوايا- بالإضافة إلى الأمم المتحدة، على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر دون تأجيل.
فبالحسابات السياسية والعسكرية يحمل الظرف الليبي مخاطر انفجار جديد بحال تأجلت الانتخابات بدرجة أكبر مما يحمله إجراؤها أياً تكن نتيجتها، كما أن التأجيل يمثل خطوة تراجع جديدة عن كل التقدم الحاصل ويفتح باباً واسعاً لتأجيلات أخرى تتلوها.
ويرجع التوتر الجاري إلى تصارع الشخصيات السياسية المرشحة وارتباطاتها الإقليمية والدولية، والتوقعات بعدم قبول أي منهم لنتيجة لا تضمن فوزهم، ولكن يرى الليبيون أنّ ما يجري الآن يعتبر طبيعياً إذا ما وضع بسياق تطور البلاد السياسي والديمقراطي بخوضها أول صراع وانتخابات سياسية حقيقة بعد عقود من غيابها، وأن أية ردود فعل قد تجري بعد انتخابات 24 كانون الأول، ستجري نفسها بعد التأجيل على أية حال، وأنها تجربة لا بدّ من خوضها والاستفادة منها.
ومن جهة أخرى، فبالتوازي مع صراع الانتخابات الحاصل، تجري خطا جديدة نحو إعادة توحيد الدولة الليبية، وكان من آخرها ما يتعلق بالمصرف المركزي حيث تم الاتفاق على خطة تفصيلية لتوحيده على مستوى البلاد.
المشكلة الفعلية الموجودة، والتي تمثل خطراً على الليبيين وبدأوا يحذرون منها، هي محاولة واشنطن لتعويم بعض الشخصيات الجديدة والمحايدة بين مختلف هذه الأطراف ودعمها لقبول الليبيين لها، بمقابل إدخال ليبيا إلى «اتفاقات أبراهام» للتطبيع مع العدو الصهيوني خلال المرحلة اللاحقة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1048