فرنسا تهاجم تركيا في الجزائر
حمزة طحان حمزة طحان

فرنسا تهاجم تركيا في الجزائر

انفجرت أزمة سياسية جديدة بين الجزائر وفرنسا تتعلق بماضي البلاد وتاريخها الذي عمل ولا يزال يعمل الفرنسيون على تشويهه والحديث عنه كما يحلو لهم.

إثر تصريحات سيئة أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيها: إن «تاريخ الجزائر الرسمي أعيدت كتابته بالكامل» مشككاً بوجود أمة جزائرية ما قبل الاستعمار الفرنسي، وأن «النظام السياسي العسكري الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس كراهية فرنسا» قامت الجزائر باستدعاء سفيرها لدى فرنسا وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المقاتلة الفرنسية، وردت بتصريحات على لسان رئيسها ورئيس وزرائها، كما نشب غضب شعبي عام تجاه تصريحات ماكرون عبر عنها الجزائريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأعيد فتح مسألة إطلاق مشروع قانون لـ «تجريم الاستعمار الفرنسي».

ورغم أن الخلافات السياسية في الزمن المعاصر المتعلقة بالاستعمار الفرنسي والجزائر ليست جديدة، إلا أن لحظتها حالياً تحمل خلفها وفي طياتها ما هو أبعد من مجرد الاستفزاز أو التصريحات المتهورة وغير المدروسة من ماكرون، كما يجري ترويج الأمر، بل على العكس فهي مدروسة تماماً بمعانيها وغاياتها وتوقيتها، وتتعلق بشكل أساسي كما ظهر لاحقاً بالتقارب الجزائري التركي، والجزائري الروسي وبالدور الجزائري في الملف الليبي كما ظهر لاحقاً، وتفعيل المقارنات بين الاستعمار الفرنسي والتوسع التركي العثماني الأسبق بشكل أحادي ومبسط حدّ السذاجة، لتطفو على السطح نقاشات شعبية حادة تدعو إلى وضع فرنسا وتركيا على قدم المساواة فيما يتعلق بالماضي الجزائري واستعماره، خاصة بما قاله ماكرون أيضاً: «أنا مندهش لقدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها، وترويجها لفكرة أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون» وقد اعتبر وزير خارجية تركيا مولوود تشاووش أوغلو أن «من الخطأ للغاية إقحام تركيا في هذه المناقشات»، بينما قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة: إنه «مهما كان سبب المشكلة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر على علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا»
وقد طالب الجزائريون بطرد السفير الفرنسي فرونسوا غوييت ومراجعة العلاقات بين البلدين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1039
آخر تعديل على الخميس, 14 تشرين1/أكتوير 2021 23:17