دول الجوار العراقي إلى تفاهم أو تباعد؟
من المزمع أن تجري في وقتٍ لاحق من هذا الشهر قمة «مؤتمر الدول المجاورة للعراق» والتي تضم إيران والسعودية وتركيا وغيرهم، من أجل مناقشة المسائل والقضايا الإقليمية والتعاون فيما بين هذه الدول.
يعد المؤتمر محط أنظار العديد من السياسيين والمحللين، تحديداً فيما يتعلق بمسألة التقارب الإيراني- السعودي، وارتباط هذا الأمر بالعراق والمنطقة ككل، علماً أنه ليس الاجتماع الأول الذي ضم وفوداً لهاتين الدولتين معاً.
كما لا يمكن تجاهل أن موعد إجراء هذا المؤتمر يأتي بالتوازي مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
ورغم عدم صدور جدول الأعمال، أو توضيحات لما ستجري مناقشته في بغداد، إلا أن الأمر ليس صعباً على التكهن بأن من المسائل التي ستناقش ستدور حول الأمن العراقي والإقليمي، وسلامة النقل البحري، والأمن المائي والملف الكردي فيما بين إيران والعراق وتركيا، ومحاربة الإرهاب، ومسائل الطاقة وغيرها، وهذا فضلاً عن فرص إجراء اجتماعات ثنائية وثلاثية على هامش المؤتمر.
اللعب على الحبال
بينما يحلل البعض بشكل تبسيطي بأن غاية المؤتمر بالنسبة لبغداد هي محاولة لاستعادة وزنها ضمن الساحة الإقليمية وتكبيره، يبالغ آخرون بأن ما تقدم على فعله هو محاولة لتحجيم الدور والوزن الإيراني معها، بالمقارنة مع الدول الأخرى، والحقيقة كما نعتقد تكمن بالوسط بين مجموع التحليلات البارزة، فبطبيعة الحال تفرض أزمة المنظومة العراقية عليها إيجاد مخارج على هامش أية تقاربات إقليمية قد تنشأ، وتحديداً إيران والسعودية، فرغم تناقض التوجهات السياسية العميقة بين حكومة الكاظمي وطهران إلا أن الحكومة العراقية غير قادرة على إيجاد بدائل اقتصادية وتجارية أفضل من جارتها الحدودية شرقاً، كالأردن والسعودية ومصر، وتحديداً في مسألة الطاقة من كهرباء وغاز، ولكن وبنفس الوقت فالتوجهات السياسية لحكومة الكاظمي وتبعية مجمل المنظومة العراقية للغرب بالتوازي مع الانسحاب الأمريكي العسكري تفرض عليها تقليص الوزن الإيراني وتوسيع العلاقات التجارية مع الدول الإقليمية الواقعة ضمن الحلف الغربي.
التقارب الإيراني السعودي؟
تبدي الحكومتان السعودية والإيرانية- منذ لقائهما السابق، وقبيل اللقاء المزمع أواخر الشهر الجاري- إشارات إيجابية حول انفتاحهما على الحوار والتعاون، لكن بطبيعة الحال فإن التناقضات العميقة بين الدولتين لن تُحل باجتماعٍ واحدٍ، وبمعزلٍ عن أية تقاربات ضمن الملفات الأخرى، إلا أنّ هذا الأمر سيصبح وبشكل تدريجي سمتاً عاماً لدى كل من طهران والرياض، وهو اتجاه موضوعي بنهاية المطاف، بما يتكيف مع تغيرات موازين القوى دولياً والتراجع الأمريكي.
أما في الداخل العراقي، وحيث سيجري هذا الاجتماع، فلا تزال الأزمة المعيشية والسياسية تتعمق، وتستمر الضربات العسكرية من المقاومة على قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة واستهداف الأرتال اللوجستية التابعة لها، دون ردٍ فعلي من الأخيرة سوى انسحاب المزيد من قواتها التي كان آخرها ما يسمى OTH نحو قواعدها في الكويت.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1031