في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني
يوسف داود يوسف داود

في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني

افترض فوكوياما، مثل غيره من المنظرين الغربيين، أن الصين دولة سلطوية ليس فيها ديمقراطية، وأنه لا يوجد أي شكل للديمقراطية غير الديمقراطية الغربية، بينما ترى الصين أن النموذج الغربي للديمقراطية ليس الشكل الوحيد للحكم. قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي: إن الديمقراطية ليست كوكا كولا، ولن تتمكن الولايات المتحدة من إجبار العالم بأسره على أن يكون على نفس المذاق الذي ابتكرته.

من يحكم الصين؟

يحكم الصين حزب واحد، هو الحزب الشيوعي الصيني، الذي تأسس عام 1921 حينها وحد الشعب الصيني خلال 28 عاماً من المعارك الدامية، وأسس جمهورية الصين الشعبية، واستكمل الانتقال التاريخي من حالة الاقطاعية الاستبدادية إلى الديمقراطية الشعبية كانعكاس لعقيدة الحزب في الديمقراطية المركزية، استناداً إلى المبدأ اللينيني، الذي يتضمن الديمقراطية والنقاش المفتوح حول السياسات الخاصة.

الإصلاح والانفتاح

أعلن دينغ سياو بينغ عام 1977 عن إطلاق حملة تحديث لأربعة قطاعات أساسية، هي: الصناعة والقطاع الزراعي والقطاع العسكري والعلوم والتكنلوجيا، لتحقيق هذا الهدف أعلن الحزب الشيوعي الصيني أنه سيعتمد في المرحلة الانتقالية القادمة تعبئة القوى في المجتمع. في المرحلة الأولى سيتم تأسيس شركات تعمل وفق القوانين السوق الرأسمالية، لكن تعود ملكيتها للدولة بالتزامن مع الحفاظ على المبادئ الأساسية: مبدأ التمسك بالمسار الاشتراكي، ومبدأ التمسك بالديمقراطية الشعبية، ومبدأ التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني للدولة والمجتمع، ومبدأ التمسك بفكر ماو ماركس ولينين.
عام 1997 أطلق الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني سياسات مفادها: أن المهمة الرئيسة للاشتراكية في الوقت الحالي تتمثل في تطوير قوى الإنتاج لتلبية الحاجات المادية للشعب الصيني وإخراج الصناعات الإنتاجية من حالة التخلف التي كانت تعاني منها، وتطوير الديمقراطية في صفوف الحزب الشيوعي.
تم الإعلان عن المبادئ الناظمة للتنمية في الصين التي أطلق عليها اسم النظرية العلمية في التنمية عام 2007 وهي تشمل مبادئ الاشتراكية العلمية بالإضافة الى الأفكار الجديدة عن الرفاه الاجتماعي والتنمية المستدامة، وتحقيق المزيد من الديمقراطية داخل الحزب والدولة.
الطروحات الفكرية التي ذكرت أعلاه أكدت على تمسك الحزب الشيوعي الصيني بما يحقق تطور الصين وغناها وقوتها والتحسين المستمر في جودة الحياة للشعب الصيني، وجاء تبني الحزب لأفكار زعيمه الحالي شي جين بينغ استمراراً طبيعياً لمسيرة الحزب في نهج الإصلاح والانفتاح.

100 عام بالأرقام

بالانطلاق من عام 1921 حين تم تأسيس الحزب الشيوعي الصيني الى عام 2021 حين رسمت حوالي 30 طائرة رقم 100 في سماء بكين احتفالاً بمرور الأعوام تلك على مسيرة الحزب الشيوعي الصيني. تكون الصين قد انتقلت من حالة المجاعة والاقتصاد المدمر كلياً بين 1959 – 1961 الذي تسبب بوفاة حوالي 40 مليون صيني، مروراً بإصلاحات دنغ شياو بينغ، التي سمحت للفلاحين باستغلال أراضيهم لزراعة الطعام، إلى عام 2001 حين انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، واليوم، حيث أصبحت الصين أكبر المصدرين في العالم مع أكثر من 1,2 ترليون دولار صادرات. وتمكنت الصين من القضاء على الفقر عام 2020 بعد ثمانية سنوات استثمرت فيها ما يعادل 246 مليار دولار.
تنتقل الصين اليوم من مرحلة «صنع في الصين» التي أصبحت فيها أكبر دولة صناعية في العالم إلى مرحلة «أبدع في الصين» التي تعتمد بالدرجة الأولى على الإبداع والاختراع وتطوير التقانات الجديدة، بموازاة ذلك، لا ينفك الحزب الشيوعي الصيني يردد شعار «لا تنسى أين كان قلبك في البدايات، وحافظ بثبات على مهمتك الأولى»

كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاحتفال

أُعلِن هنا بمهابة، أنه بعد النضال المتواصل لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد، فقد حققنا أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، إذ أنجزنا بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل على أرض الصين، وحللنا بصورة تاريخية مشكلة الفقر المطلق، وأخذنا نتقدم بما يفيض حماسة ونشاطاً نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية بشكل شامل. إن هذا هو شرف عظيم للأمة الصينية، وشرف عظيم للشعب الصيني، وشرف عظيم للحزب الشيوعي الصيني.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1025