استفزاز بريطاني وردع روسي حازم
حمزة طحان حمزة طحان

استفزاز بريطاني وردع روسي حازم

نشبت أزمة جديدة بين موسكو ولندن إثر دخول المدمرة البريطانية Defender المياه الإقليمية الروسية في البحر الأسود على الحدود مع شبه جزيرة القرم يوم الأربعاء الماضي، حيث تمت مواجهتها بطلقات وقنابل تحذيرية على خط مسار السفينة من قبل أسطول البحر الأسود وحرس الحدود الروسية.

رداً على ذلك استدعت موسكو السفيرة البريطانية إلى مبنى الخارجية الروسية، واستدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري البريطاني لدى موسكو وسلمته مذكرة احتجاج، وأعلنت روسيا مراراً بأن السلوك البريطاني هذا يعتبر استفزازاً معداً مسبقاً لدوافع سياسية، بينما تختبئ لندن خلف الحادث بعدم اعترافها بالقرم أراضيَ روسية معتبرة أنها لم تخترق الحدود الروسية، ولم تعترف بإجراء طلقات تحذيرية من الجانب الروسي على الرغم من وجود أدلة ومقاطع فيديو تثبت ذلك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن لدخول المدمرة البريطانية الحدود الروسية «عنصر سياسي يتمثل في الأنشطة الاستفزازية قرب حدودنا على مدى وقت طويل من قبل دول الناتو، وبريطانيا من أعضاء الحلف»، وتابعت «هذه حقيقة. هذا هو العنصر السياسي، أي خلق نوع من الاضطراب والاستفزازات بلا نهاية إضافة إلى أمور أخرى متعلقة بذلك ضد روسيا».
وتأتي هذه الخطوة البريطانية في وقتٍ تتأزم بها العلاقات الروسية الأوكرانية وسط إشارات بانضمام الأخيرة إلى حلف الشمال الأطلسي «الناتو» مما يعطي كييف مداً بتصعيدها السياسي والعسكري على موسكو، بالإضافة إلى إشارات من الاتحاد الأوروبي حول إجراء قمة روسية- أوروبية تم إحباطها بعد الحادث.
إن السلوك البريطاني الأخير يمثل محاولة لإبقاء باب الخلافات الروسية الأوروبية مفتوحاً ويزكي نارها، بتنوع ملفاتها من الأمني المتعلق بنشر قوات الناتو والأزمة الأوكرانية، إلى السياسي المتعلق بالحوار وحل الخلافات، فالاقتصادي وعلى رأسه ملف السيل الشمالي-2، وجاء الحادث تحديداً بعد قمة بوتين- بايدن بغية تعقيد مخرجاتها واعتبره العديد رفضاً بريطانياً لمخرجاته.
على أية حال حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً وقال بشكل حاسم «يمكننا أن ندعو إلى سيادة العقلانية ونطالب باحترام القانون الدولي، وإذا لم ينفع ذلك فيمكننا أن نقصف، وليس خط مسار الهدف، بل والهدف نفسه، إذا لم يفهم زملاؤنا».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1024