لمَ لا ينتفض الصينيون على نظامهم؟
حمزة طحّان حمزة طحّان

لمَ لا ينتفض الصينيون على نظامهم؟

في الوقت الذي أعلن به الرئيس الصيني شي جين بينغ انتصار بلاده على الفقر المدقع، تعاني بقية الدول العالم من ازدياد في معدلات الفقر والبطالة وتعتمل فيها الأزمات الاقتصادية والسياسية العميقة، وإذا ما أردنا تلخيص الفرق بين الصين وغيرها فإنه يكمن تحديداً بطبيعة النظام الاقتصادي- الاجتماعي القائم، بين العلاقات «الاشتراكية» و«الرأسمالية».

أشار شي إلى أن بلاده استثمرت في مكافحة الفقر على مدار السنوات الـ 8 الماضية حوالي 1.6 تريليون يوان، ما يعادل نحو 264 مليار دولار، مضيفاً أن 98.99 مليون من سكان الريف قد عبروا خط الفقر وجرى انتشال 832 محافظة و128 ألف قرية من المناطق الفقيرة.

ويضاف إلى ذلك مؤخراً: انتصار الصين الاستثنائي في مواجهة جائحة فيروس «كوفيد-19» من غير أية تحذيرات أو تحضيرات مسبقة، وحدّه عند نحو 90 ألف إصابة فقط في بلدٍ هو الأكبر سكانياً، بالمقارنة مع فشل الآخرين، فضلاً عن مساعدة بكين لباقي دول العالم بتصديهم للجائحة عبر الدعم اللوجستي والطبي، ومؤخراً إنتاجها لقاحات فعالة، ويجري تصديرها أيضاً، وسط استمرار قيود الحجر والحظر دولياً، واستغلال اللقاحات والمنافسة بها لدواع ربحية وسياسية، لا إنسانية.

في مواجهة هذه الانتصارات الصينية تدور الماكينة الإعلامية الغربية بالبروباغندا التقليدية لديها بشيطنة الصين ونموذج نظامها الاقتصادي- الاجتماعي، واتهامها بالـ «ديكتاتورية»، فالنموذج الصيني يشكّل تهديداً للدول الغربية، ولذا وحفاظاً على مصالحهم يحاولون عبر ماكينتهم الإعلامية بث السموم في رؤوس شعوبهم ليدفعوهم إلى تبني موقفٍ مناهضٍ للصين، خشية أن يتحول النموذج الصيني إلى مطلب عام نظراً للإنجازات التي يستطيع أن يحققها هذا النموذج.

وفي هذا الوقت الذي تتصاعد به الحركات الاحتجاجية في العالم بأسره، ومنها: الولايات المتحدة نفسها، بحثاً عن بدائل لأنظمتها، تنعم الصين بهدوئها ونموّها المستمر وانتصاراتها المتتالية.

فالبعض يسأل: «لم لا يخرج الشعب الصيني منتفضاً على نظامه «الشمولي»؟» قبل أن يجيب مسرعاً، وبشكل حاسم «لأنه مقموع!» إن هذا القول ليس جديداً، ويعكس مزاجاً يجري إنتاجه وصناعته عبر تلك الماكينة ذاتها وتصدّرها الصحف الغربية أولاً، إضافة إلى التأثر بالموجات الاحتجاجية تلك التي ظلت الصين خارج مدارها، والتي تسعى واشنطن وحلفاؤها عبثاً إلى زجها به، هونغ كونغ مثالاً.

إذاً، بالفعل، بعد كل هذه الانتصارات المستمرة والماضية قدماً للشعب والحكومة الصينية، ونسب النمو المتصاعدة، والتطور المتسارع، وغيره، لم لا ينتفض الصينيون على نظامهم؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1007
آخر تعديل على الإثنين, 01 آذار/مارس 2021 01:51