حدثٌ صغير بدلالات كبيرة..

حدثٌ صغير بدلالات كبيرة..

بددت الأيام الأولى للإدارة الأمريكية الجديدة الحديث الساذج الذي كان يدور حول انتهاء حالة الانقسام مع رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب، ولن ينعم جو بايدن براحة البال قريباً.

شهد مجلس الشيوخ الأمريكي حدثاً مهماً ذا دلالات عميقة، فالمجلس وبعد جلسة عاصفة حول قرار حزمة الإغاثة التي يحاول جو بايدن من خلالها تلطيف كارثة كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وصل إلى طريق مسدود، بعد أن صوت 50% ضد القرار والـ 50% الأخرى لصالح القرار. مما اضطر المجلس للجوء إلى مادة في الدستور الأمريكي تجيز لنائبة الرئيس التصويت في حالة تعادل الأصوات، لتحسم كامالا هاريس النتيجة بعد تصويتها لصالح القرار.

لا نحاول هنا نقاش القرار أو إدارة الولايات المتحدة للأزمة الصحية الخطيرة، إنما ما يثير الانتباه في هذا الخبر هو حجم المجابهة القائمة في دوائر صنع القرار الأمريكي. فالاستثناء الدستوري سمح بتجاوز بوادر أزمة هذه المرة، لكن هذا لن يكون حلاً متوفراً في أية لحظة. فالكونغرس ومجلس الشيوخ سيصلان إلى حالات استعصاء قد تنتج عنها أزمات دستورية، مما سيفاقم الأزمة السياسية الحاصلة في البلاد أصلاً، وهذا ما سيعطي للقوى التي تعمل من خارج المنظومة التقليدية زخماً جديداً لخوض الجولة الجديدة من المعركة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1004
آخر تعديل على الإثنين, 08 شباط/فبراير 2021 00:24