«سبوتنيك-V وسينوفارم» VS «فايزر» سياسياً
ملاذ سعد ملاذ سعد

«سبوتنيك-V وسينوفارم» VS «فايزر» سياسياً

تجاوز عدد الإصابات المسجلة بفيروس «كوفيد-19» 90 مليون إنسان في كل دول العالم، بعد نحو عامٍ من بدء الجائحة التي قد تكون من أكبر الأزمات الصحية التي ستواجه البشرية في القرن الواحد والعشرين، ونأمل بأن تكون الأخيرة...

إن هذه الأزمة الصحية بكيفية توسعها ومحاربتها وصولاً إلى خواتيمها عبر إنتاج اللقاحات ضد الفيروس التي ستقضي عليه، لا يمكن فصلها عن مجمل النشاط السياسي لدول العالم، وتباينه شرقاً وغرباً، وأكثر من ذلك بين منتصرٍ بجانب المصلحة الإنسانية، ومهزومٍ اصطف بجانب مصالحه وأرباحه على حساب حيواتنا.

وإن كانت قاسيون قد عالجت بمقالات عدة سابقة الجوانب السياسية بين الإجراءات المتبعة لمواجهة الفيروس بين الصين التي انطلقت بها الجائحة دون سابق إنذار أو تحضير، وتمكنت من احتوائه وكبحه بشكل استثنائي حقاً، كنموذج، وبين بقية دول العالم التي امتلكت الوقت الأكثر من كافٍ للتحضير لمواجهته قبل أن تبوء بالفشل وتذهب الغربية منها تحديداً إلى آلية «مناعة القطيع» ... بما يعنيه بالعمق نجاح وفشل نموذجين مختلفين لأنظمة اجتماعية- اقتصادية من علاقات اشتراكية أو رأسمالية.

فإن معركة اللقاحات اليوم، كذلك، تحدد منتصراً ومهزوماً على المستوى السياسي، على أساس التطور العلمي والتكنولوجي اللازم لتصنيعه وإنتاجه بأعلى فاعلية (سبوتنيك / روسيا)، بالتركيب مع كلفة إنتاجه التي لا يمكن فصلها أيضاً عن الجانب الاقتصادي- الاجتماعي (سينوفارم / الصين)، بالمقارنة مع (فايزر / الولايات المتحدة الأمريكية) الذي تتوالى الأخبار السيئة حوله بالصدور، بالتوازي مع كلفته المرتفعة بالمقارنة مع مثيليه الروسي والصيني.

بينما تفرض الولايات المتحدة الأمريكية لقاحها على دولها الحليفة والتابعة بالاستناد إلى نفوذها بها، وعقوباتها على روسيا والصين، فضلاً عن الاعتبارات والحسابات السياسية التي تدفع هذه الدول إلى تفضيل لقاح الولايات المتحدة بناءً على «المصالح السياسية» لا «المصلحة الصحية»، مثل العديد من الدول الأوروبية وبعض دول أمريكا اللاتينية أو العربية، توالت الأخبار «المصرح والمعلن» عنها بفعاليته الضئيلة، ونذكر منها: إصابة الممرض الأمريكي ماثيو.و في كاليفورنيا بالفيروس بعد أكثر من أسبوعٍ من تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح، الأمر ذاته الذي جرى مع نائب صهيوني في الكنيست، وعضو مجلس النواب في أمريكا، قبل أن يُعلن عن وفاة الطبيب غريغوري مايكل في فلوريدا بعد أسابيع من تلقيه لقاح فايزر... ولابد من الإشارة هنا إلى أن غالبية الاخبار الشبيهة تصدر عن الولايات المتحدة باعتبارها أول من بدأ التطعيم بـ«فايزر» بالمقارنة مع من استوردوه لاحقاً، وبعضهم لم يبدأ حملة التطعيم أساساً بعد.

على المقلب الآخر، لم تصدر أية أنباء تشير إلى عودة الإصابة بالفيروس بعد التطعيم سواء من «سبوتنيكV » أو «سينوفارم» رغم بدء التطعيم الواسع به في العديد من الدول منذ ما قبل «فايزر»، وقد أعلنت كل من تركيا ومصر وإندونيسيا والأردن والجزائر وغيرهم، مثالاً، بترخيص واستيراد اللقاحين المذكورين فضلاً عن الدول القريبة والمجاورة لكل من الصين وروسيا، لما لهما من فعالية أعلى، وكلفة أقل، بما يحمله ذلك من انتصارٍ سياسي آخر لكل من البلدين على المستوى العالمي في هذه المعركة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1000