هل نتوقع صداماً روسياً تركياً؟
تناقلت وسائل الإعلام في 11 تموز الماضي أنباء عن اندلاع اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في المنطقة الشمالية على الشريط الحدودي بين البلدين.
تعود المواجهات الحدودية تاريخياً بين أرمينيا وأذربيجان إلى التسعينات، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، حيث انفصل إقليم «ناغورني قره باغ» عن أذربيجان، ورفض الانضمام إلى أرمينيا، في حين مدت أرمينيا المقاتلين بالسلاح، واستمرت الحرب حتى عام 1994 حين قبلت كل الأطراف وقف إطلاق النار، لتعود المشكلة للتجدد في حرب الأيام الأربعة عام 2016، وكانت الاشتباكات المحدودة تحدث بشكل شبه يومي منذ 2014، ولكنّ التوتر تصاعد هذه المرة في منطقة جديدة، حيث وقع الاشتباك الأخير في إقليم تافوز على الحدود الشمالية بين أرمينيا وأذربيجان.
في الوقت الذي يتبادل فيه الطرفان الاتهامات ببدء الهجوم، يتزايد القلق الدولي بسبب تهديد الاستقرار في منطقة حيوية تربط أوروبا بالقوقاز، ومنطقة تمثل مجالاً حيوياً لروسيا من جهة ولتركيا من جهة أخرى.
ولذلك ظهرت عدة تحليلات تربط المواجهات الأخيرة بالمصالح الروسية أو التركية وبالملفات المشتركة بينهم في سورية وليبيا وغيرها.
وبعيداً عن التحليلات العسكرية، فإن تطور الأحداث سيسير وفقاً لأحد السيناريوهين:
إما أن تتطور الاشتباكات بمنحى كارثي إلى حرب مفتوحة لا يمكن توقع مآلاتها، وهو ما يتناقض مع مصلحة كل من أرمينيا وأذربيجان، ومن خلفهم دول المنطقة بما فيها روسيا وتركيا، والحرب تعني أيضاً: إلحاق الضرر بعقدة المواصلات، وخطوط نقل الغاز والنفط الأوروبية المارة في المنطقة.
السيناريو الآخر: هو الوصول إلى حل جذري لمشكلة الحدود بين أرمينيا وأذربيجان عن طريق العمل السياسي السلمي، بما يصون مصلحة الطرفين وأمن المنطقة.
النزاع الأخير في 2016، والذي جرى احتواؤه بعد أربعة أيام فقط، كان مؤشراً على أنه لا يسمح لصدامات عسكرية واسعة في مناطق حساسة كهذه، وإن كانت تركيا وروسيا تختلفان في وجهات نظر حول عدد من القضايا، إلّا أن دخولهما في صدام مسلح مباشر، أو عبر وكلاء بالقرب من حدود البلدين هو أمرٌ مستحيل الحدوث ضمن المعطيات الحالية، وتمر العلاقة بين أنقرة وموسكو ببعض العقبات، لكنها عقبات يمكن تجاوزها لبناء علاقة متينة وإستراتيجية تلبي طموح الجارتين الحليفتين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 977