في طليعة القائلين بتراجع الهيمنة الغربية... هذا ما قلناه خلال عقدين!
تصريحات «جديدة» ذات آثار «صادمة» للبعض، اليوم يعلن الغرب رسمياً تراجع الدولار وعدم قدرته على الصمود في وجه التحديات الجديدة، بل ويعترف بتراجع الهيمنة الأمريكية ويقرّ علناً بالعالم المتعدد الأقطاب.
إعداد: علاء أبو فراج- مأمون علي
أعلن مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا المركزي في 23 تموز أثناء كلمة ألقاها أمام مؤتمر لمحافظي البنوك المركزية العالمية، بأنه يجب البدء بالتخلص من اعتماد الدولار وإيجاد بديل احتياطي جديد، مضيفاً أن الحل الأفضل هو إقامة منظومة مالية متنوعة متعددة الأقطاب، الأمر الذي يمكن تحقيقه بمساعدة التكنولوجيا المعاصرة. ورجّح أن من الممكن استخدام العملات الرقمية لهذا الغرض، ما سيقلل من تأثير الدولار على التجارة العالمية.
لم تمض سوى أيام قليلة على ذلك، حتى أعلن ماكرون في 27 تموز «نحن لا شك نعيش حالياً نهاية الهيمنة الغربية على العالم. كنا معتادين على نظام عالمي منذ القرن الثامن عشر يستند إلى هذه الهيمنة الغربية، ولا شك في أن هذه الهيمنة كانت فرنسية في القرن الثامن عشر بفضل عصر الأنوار، وفي القرن التاسع عشر كانت بريطانية بفضل الثورة الصناعية، وبصورة عقلانية كانت تلك الهيمنة أمريكية في القرن العشرين. لكن الأمور أخذت في التغير والتقلب بسبب أخطاء الغربيين في بعض الأزمات». وأضاف إن قوى جديدة تصعد، ووصف هذه القوى بأنها «تتميز بإلهامها الاقتصادي الكبير» وذكر منها الصين والهند وروسيا.
تصريح ثالث في السياق نفسه، جاء على لسان ترامب في السجال الذي بات معلناً بينه وبين البنك الفيدرالي، حيث طالب ترامب باتباع سياسة الدولار الضعيف لتحفيز التصدير، بمقابل مطالبات الفيدرالي بالحفاظ على السياسة الدولارية القائمة على الدولار القوي؛ ما يعني أن ترامب نفسه يلتقي، من حيث يدري أو لا يدري، مع البنك المركزي الإنجليزي في إقرارهما بتراجع الدولار وضرورة التكيف مع وضع دولي اقتصادي جديد لا يكون الدولار كعملة عالمية أساساً له...
ما الذي يجري؟
الآن، لم يعد بالإمكان التستر والتشويش على الواقع الذي يفرض نفسه؛ فهذه التصريحات لم تخلق واقعاً جديداً، بل أدركته واعترفت به أخيراً، ولها بلا شك دلالات عميقة، وآثار تترتب على «درس: ما الذي يجب فعله» الذي أعطاه مارك كارني لمحافظي البنوك المركزية في العالم.
على الرغم من إقرارنا بأن هذه التصريحات ربما تساعد الكثيرين على تصديق انتهاء الهيمنة الأمريكية لكنها ليست تصريحات جديدة بالنسبة لحزب «الإرادة الشعبية» الذي انبثق عن «اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين»، بل على العكس تماماً فتراجع الهيمنة الأمريكية هو حجر الأساس في فهم «الإرادة الشعبية» للواقع وعلى هذا الأساس يضع الحزب مهامه للمستقبل، وهو الذي لم يدرك فقط بأن عالماً متعدد الأقطاب سينشأ، بل وأدرك أيضاً – وهو ما لا يجرؤ ماكرون وكارني على قوله أو حتى تخيله – أن العالم متعدد الأقطاب هذا، ما هو إلا المرحلة الأخيرة التي تعيشها الرأسمالية.
فيما يلي بعض الاقتباسات التي من صعب حصرها والتي وردت في الوثائق الرسمية (الاجتماعات الوطنية للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين) وافتتاحيات «قاسيون» منذ 2002:
2002
«إن الأفق التاريخي قد بدأ بالانسداد أمام الرأسمالية العالمية، وإذا كان هذا الأفق مسدوداً بالمعنى التاريخي إستراتيجياً، إلا أنه الآن قد بدأ بالانسداد بالأفق الآني القريب المدى، مما يعني أن توازن القوى الذي تكون خلال العقود الماضية لصالحها غير قادر على الاستمرار، بل العكس هو الصحيح، فالخيار العسكري كخيار وحيد لحل المشاكل العالمية ما هو إلا دليل إفلاس عميق وأزمة مستعصية لا حل لها، وهذا يعني أن الأفق التاريخي لحركتنا قد انفتح على المدى المنظور مما سيغير ميزان القوى بالتدريج لصالحها»
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين- الاجتماع الوطني الأول- 18/10/2002
2003
«...النظام الذي يجد في الحرب مخرجاً له فهو نظام يقف على أرضية الانهيار، مما يعني بدء تغير ميزان القوى لغير صالحه، أي لصالح قوى التقدم والتحرر والديمقراطية والاشتراكية، هذه العملية التي ستكون ضارية ومؤلمة ولكنها سريعة من وجهة النظر التاريخية...»
«...إذا قلنا أن النصف الثاني من القرن العشرين كان فترة شهدت مدّاً لقوى الرأسمالية العالمية على النطاق العالمي وبالمقابل جَزْراً للحركة الثورية العالمية مع ما حمله ذلك من مختلف التعقيدات والتشوهات والتشظيات، فإن بداية القرن الواحد والعشرين تنبئ بأننا أمام فاتحة عصر جديد، يمثل مرحلة انعطافية ستشهد انتقال المبادرة إلى أيدي القوى المعادية للرأسمالية مع صعودها المتلاحق الذي سيؤكد انتهاء مرحلة تراجعها والجزر الذي أصاب حركتها خلال عقود عديدة...»
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين- الاجتماع الوطني الثاني- 25/04/2003
«... يمكننا القول بكل جرأة: إن زمن انفتاح الأفق المؤقت أمام الرأسمالية العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين الذي استطاعت أن تغير فيه ميزان القوى العالمي لصالحها، قد ولّى إلى غير رجعة، وأن عملية عكسية قد بدأت سيميزها تغير تدريجي سريع لميزان القوى لصالح القوى الثورية العالمية، أي إن الأزمة التي كانت تعاني منها هذه القوى هي في طور الانتهاء، وهي في حالة انتقال إلى مرحلة صعود، عليها أن تستعد لمواجهتها لتحقيق أكبر النتائج الممكنة على أساسها...»
تقرير المؤتمر الاستثنائي للشيوعيين السوريين- 18/12/2003
2004
«.. إن الأمريكيين من ناحية منطقهم الإستراتيجي وضعوا مهمة أن تجري السيطرة الكاملة على المنطقة الممتدة إلى الحدود الأفغانية- الباكستانية حتى مضيق باب المندب، التي يحدها شمالاً البحر المتوسط إلى 2010 من أجل أن تهيئ ظروف التنافس والصراع الملائم لها لاحقاً مع الصين وأوروبا وروسيا من هنا فالأجندة الأمريكية فيما يخص الشرق الأدنى والأوسط بغض النظر عن تفاصيلها وترتيباتها وإيقاعها الزمني هي أجندة ثابتة..»
«ندوة وطن» تنظيم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين- من مداخلة د. قدري جميل- 16/04/2004
2006
«...تبين آخر الدراسات والتقارير أن الإمبريالية الأمريكية مضطرة لزيادة كتلة الدولار الورقي في التداول العالمي إلى حدود غير مسبوقة، وهذا ما يزيد مخاطر الانهيار المفاجئ والكارثي للدولار وما سيتبعه من انهيارات متلاحقة في كل المجالات. وهذا يدفع الإدارة الأمريكية للجوء إلى القوة العسكرية والسيطرة الاقتصادية لفرض الثقة بالدولار وبقائه كوحدة تسعير للنفط .... الاقتراب المتوقع في المدى المنظور للخطر الأمريكي من حدود روسيا والصين سيضطرهما لاتخاذ مواقف أكثر جذرية من الأطماع الإمبريالية الأمريكية، وهناك بداية تمايز للدور الصيني والروسي على الساحة الدولية...»
«... يشتد الصراع في المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، ومثال ذلك ما يجري في منظمة التجارة الدولية وبروز قوى جديدة مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، كما بدأت بالبروز منظمة شنغهاي للتعاون والتي تضم روسيا والصين وكازاخستان وطاجكستان وأوزبكستان (وستنضم إلى هذه المنظمة قريباً إيران والهند وباكستان)، وهذا ما سيجعل وضع الإمبريالية الأمريكية في آسيا أكثر صعوبة...»
«... لا مناص من تغيير جذري قادم في ميزان القوى بعد أن تكونت عناصر هذا التغيير على المستوى الدولي العام.... نحن أمام بداية مشهد انهيار متدرج للنظام الإمبريالي العالمي الذي تمثل الإمبريالية الأمريكية طليعته دون أن يستطيع أحد تقدير الآجال الزمنية لهذا الانهيار، ولكن لنقل إن هزيمة عسكرية واحدة جدية للإمبريالية الأمريكية تكفي لبروز كل مؤشرات الانهيار المتوقع...»
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين- الاجتماع الوطني السادس- 11/08/2006
«... ملامح الأزمة الإمبريالية الأمريكية تؤكد تباشير انهيار قادم لها في المدى المنظور، الأمر الذي لن يحدث دون مواجهتها بشجاعة، وممانعتها بجرأة وحكمة، مما سيفضي إلى تغيير هائل في ميزان القوى العالمي، ودخول البشرية في عصر جديد رغم كل المظاهر المحبطة التي تطفو على السطح أحياناً.»
افتتاحية جريدة قاسيون- من الدفاع إلى الهجوم المعاكس- 04/12/2006
2008
«... تترافق هذه الأزمة الإمبريالية العميقة مع انتشار عسكري كبير لم يسبق له مثيل من الإمبريالية الأمريكية، حيث تتوزع على 575 قاعدة في العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كان عرض القوى هذا يبهر البعض ويشلهم ويجعلهم يسعون للانبطاح فإن وقائع التاريخ تقول: إن انتشار كهذا هو لحظة عشية الانهيار فالإمبراطوريات العظمى سقطت وهي في ذروة قوتها ]...[ الإمبراطورية الأمريكية ستضرب جميع الأرقام القياسية بسرعة الصعود وسرعة الانهيار، وإذا كان سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 هو إيذان بانتصار الإمبراطورية الأمريكية فإن السنوات القليلة جداً القادمة ستجعلنا نشاهد مناظر انهيار الإمبراطورية الأمريكية، وهذا الانهيار بتفاعلاته وأبعاده سيتجاوز الحدود الجغرافية للولايات المتحدة، وسيصل إلى أقصى نقطة على الكرة الأرضية وصلت إليها الرأسمالية المتوحشة، هذا التوحش الذي هو صفة ملازمة لها وأصبح بحق مرادفاً لها...»
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين – الاجتماع الوطني السابع- 11/01/2008
«... الدولار، أي الاقتصاد الأمريكي قد فقد العرش الذي تربع عليه عشرات السنين بعد الحرب العالمية الثانية ]...[ يجري التنبؤ بأن حجم وعمق الأزمة الحالية سيكون له مفعول «الدومينو» على كل الاقتصادات المرتبطة بالدولار والاقتصاد الأمريكي، مثلها مثل متسلقي الجبال المربوطين بحبل واحد لإنقاذ بعضهم بعضاً إذا تطلب الأمر، ولكن في حال سقوط أعلاهم وأقواهم فإنه سيجرّهم جميعاً معه نحو الهاوية ]...[ حجم ضرر كل طرف سيحدده حجم ارتباطه وتشابكه بالسوق الأمريكية وبالدولار الأمريكي، فهناك أطراف ستهوي مع طليعة المتهاوين، وهناك أطراف لن تهوي معهم لأنها غير مربوطة بتلك الطريقة بهم، ولكنها ستصاب ببعض الأضرار التي يمكن إصلاحها. بكلمة أخرى سينشأ وضع فريد من نوعه هو أن حجم ضرر أي اقتصاد وطني سيتناسب عكساً مع حجم الارتباط بالسوق الأمريكية، وكذلك السوق الرأسمالية العالمية...»
افتتاحية جريدة قاسيون- الدولار المتهاوي.. دروس وعبر- 18/03/2008
«...انفجار الصراع الروسي- الأمريكي في الأزمة القفقاسية بشكل حاد، وصعود الدور الروسي إقليمياً وعالمياً في مواجهة التوسعية الأمريكية، الأمر الذي يحمل في طياته احتمال هزات روسية داخلية باتجاه تصحيح أولي للوضع الروسي الداخلي عبر تغييرات جذرية تسمح لها بفك قيودها والانطلاق للعب دور عالمي يتناسب مع حجمها الحقيقي.
ازدياد حدة التوتر في شرق آسيا، خاصةً في الهند وباكستان، مع ما يحمله ذلك من دلالات خطيرة على نية الإمبريالية الأمريكية بتوسيع رقعة الاشتباك مع الشعوب في قوس واسع يبدأ في باكستان ولا ينتهي في القفقاس. ...»
«...عام 2008 كان عام التحديات والآمال.. التحديات في مواجهة المخططات الإمبريالية والصهيونية ومنعهما من التقدم؛ وآمالٌ كبيرةٌ انفتحت بإحباطهما وإجبارهما على التراجع والانكفاء والهزيمة النهائية، وخاصةً في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تهزُّ المنظومة الرأسمالية الكونية بأكملها. والمحصلة هي الانفتاح، الحقيقي الواقعي وليس الافتراضي، لأفق مقاومة الشعوب وانتصارها، والانسداد، الحقيقي الواقعي وليس الافتراضي، للأفق أمام قطب الإمبريالية العالمية...»
افتتاحية جريدة قاسيون- 2008.. عام التحديات والآمال- 23/12/2008
2009
«...إن اللحظة التي توقعناها وطالما انتظرناها، قد حلت أخيراً. تعلمون جميعاً أن نقطة الانطلاق في منهج تحليلنا وممارستنا منذ 2003، لحظة انطلاق اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، بُنيت على أساس أن طريق الرأسمالية مسدود بشكل نهائي، وأن مرحلة التراجع التي عاشتها الحركة الثورية العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين قد انتهت موضوعياً. وحينما توقعنا ذلك على أساس احتمال انفجار أزمة الرأسمالية التي كانت تدفعها مسبقاً إلى الحرب وإلى توسيع رقعة الحرب، لم يوافقنا الكثيرون في رأينا، على أساس أنه ضرب من التفاؤل الذي لا يستند إلى معطيات موضوعية كافية. والآن، بعد أن أصبحت الأزمة حقيقة واقعة، من المهم أن نتبين آفاقها وآجالها ونتائجها، لأن ذلك يحمل أهمية كبيرة على كل التطور العالمي والإقليمي وتطور بلادنا ذاتها.
عندما قلنا قبل ست سنوات إن أزمة عميقة قادمة، قالوا عنا إننا طوباويون، بل مجانين! واليوم أصبح المجنون من ينكر الأزمة وتداعياتها.
عندما قلنا قبل ست سنوات إن المخرج الوحيد للرأسمالية هو الحرب وتوسيع رقعتها قالوا عنا إننا متشائمون، بل مهوّلون.
عندما قلنا قبل خمس سنوات، وبعد احتلال بغداد، إن الإمبريالية الأمريكية محكومة بالفشل، قالوا عنا إننا مبالغون، بل مهوّنون...
واليوم نقول إن النظام الرأسمالي العالمي محكوم بالانهيار خلال المدى التاريخي المنظور، وليقولوا عنا ما يشاؤون...»
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين – الاجتماع الوطني الثامن- 22/05/2009
2013
«...التوازن الدولي الناشئ مجدداً والمعبر عنه بالفيتو الروسي الصيني المتكرر، والذي يعكس صعود قوى دولية جديدة وانهيار سياسة القطب الأوحد المستمرة منذ 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة القطبية الثنائية المتكونة غداة الحرب العالمية الثانية، إلى جانب انفجار الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية كل ذلك أجبر الولايات المتحدة على التراجع...»
حزب الإرادة الشعبية – المؤتمر الأول بعد الترخيص- 06/06/2013
«... وفي بيت الرأسمالية الداخلي، عمّقت الأزمة الرأسمالية العظمى الانقسام ضمن المعسكر الرأسمالي نفسه بين المركز الإمبريالي الأمريكي- الأوروبي من جهة، والقوى الرأسمالية الصاعدة «البريكس» من جهة أخرى، وصولاً إلى توازن دولي جديد انتهت فيه أحادية القطبية الأمريكية، دون أن يعني ذلك أن الاستقطاب الجديد سيكون شبيهاً بذاك الذي ساد خلال مرحلة الحرب الباردة، ولكنه استقطاب ثنائي مؤقت لن يطول العهد به حتى ينزاح باتجاه الثنائية الحقيقية على المستوى العالمي بين قطب الشعوب من جهة والنظام الرأسمالي ككل من جهة أخرى، ذلك أن شعوب دول «البريكس» (مثالٌ) وفي إطار نضالها الوطني للدفاع عن وحدة أراضيها ومصالحها الوطنية في وجه الإمبريالية المحكومة بتوسيع رقعة الحرب والاستغلال، إنما تندار بالتدريج ضد الرأسمالية نفسها كنظام اقتصادي- اجتماعي، الأمر الذي ينسجم مع مصلحة شعوب العالم الثالث التي يندمج نضالها الوطني ضد الغرب الإمبريالي وضد الصهيونية أكثر فأكثر مع نضالها الاقتصادي- الاجتماعي، ويدفع هذا الانسجام العميق في المصالح إلى تبلور قطب الشعوب في وجه القطب الرأسمالي، وذلك بغض النظر عن اللبوسات السياسية والدولية المختلفة التي ستكون شكلاً لهذه الثنائية الحقيقية، ثنائية (شعوب- رأسمالية)...»
مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية – الرؤية- 13/09/2013
«حجر الأساس ثابت»
الحديث الذي سبق، والذي يمتد منذ بداية الألفية لايزال بطبيعة الحال حاضراً بقوةٍ ووضوحٍ في خطاب «الإرادة الشعبية»، ويمكن هنا تجاوز السنوات الممتدة من 2013 وصولاً 2018:
«...لمّا كان التوازن الدولي الجديد، عملية تاريخية مستمرة، فإنه من خلال عملية التراكم التي تحدث، وبعد انتقال القوى الصاعدة من حالة «الدفاع إلى الهجوم»، وطرح البدائل الواقعية، وتوفير الأدوات اللازمة للوصول إليها، سيؤدي بالضرورة إلى واقع جيوسياسي جديد في منطقتنا، وإلى حالة نوعية جديدة...»
افتتاحية قاسيون 863: «الشرق الأوسط» الآخر- 20/05/2018
«...الولايات المتحدة تنقسم على نفسها لأنها لا تستطيع أن تقبل خسائر تراجع هيمنتها بسهولة، وهي ستستمر بإخراج ما في جعبتها من أدوات لإعاقة السير الموضوعي للتغيرات. ولكنها عملياً تقترب من الرضوخ للتوازنات الدولية التي فرضت عدم قدرتها على لعب دورها السابق، ويتجلى هذا برفع شعار «أمريكا أولاً» وتدهور علاقاتها مع الحلفاء، وعدم قدرتها على انتشالهم. ويظهر أيضاً من لا مبالاتها بمصير تمويل الناتو، ودعوتها لمناقشة سباق التسلح العالمي، حيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على تمويل السلاح بالمال، طالما أن هذا السلاح لن يستطيع أن يحمي هيمنتها الاقتصادية والمالية العالمية...»
افتتاحية قاسيون 868: «أمريكا» تخضع للأمر الواقع - 01/08/2018
«ينتصر في نهاية المطاف من ينتصر معرفياً» ... كانت هذه الكلمات قناعة راسخة، وكان تسجيل سبقِ بالمعنى المعرفي حاجة ملحة لا استغناء عنها، ليس لنا فحسب بل لكل القوى الثورية العالمية، وإذا كان الغرب اليوم بكل مراكز أبحاثه واستخباراته وجيوشه قد تأخر عقدين قبل أن يدرك ويعترف بما يجري فهو بلا شك قاصر معرفياً لدرجة أنه من غير اللائق شغله هذا الدور على المستوى العالمي... وقد حان الوقت لتنحيه جانباً لبدء مرحلة تحول العالم إلى نظام جديد أولى خطواته عالم رأسمالي لا قطبي، وصولاً إلى عالم خالٍ من الرأسمالية تماماً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 929