إيطاليا والتحول المفصلي في العلاقات الصينية الأوربية
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، أن إيطاليا تعتزم التوقيع على مذكرة تفاهم للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقالت الصحيفة نقلاً عن ميشيل جيراسي المسؤول بوزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية قوله: «المفاوضات لم تنته بعد ولكن من المحتمل الانتهاء منها خلال زيارة الرئيس الصيني شي».
أشك أنه قد سمع أحدكم أن البرتغال قد وقعت 17 اتفاقية العام الماضي، بينها اتفاقية تفاهم حول مبادرة طريق الحرير الصينية، وأنها أي: البرتغال لا تنصاع للإرادة الأمريكية بوقف الاستثمارات الصينية المباشرة خاصة مع شركة هواوي الرائدة للاتصالات التى تنتج شبكات الجيل الخامس.
لماذ التعتيم؟
هناك أخبار قليلة متداولة حول العلاقات الصينية الأوربية لا يتم الفصح بشكل شفاف حول محاولة بعض دول جنوب القارة بالقفز الآمن من مصايد الديون في الاتحاد الأوربي، إيطاليا والبرتغال وإسبانيا وحتى فرنسا لديها ديون عالية جداً قياساً للناتج المحلي الإجمالي ويقدر الدَّين الإيطالي بحوالي132 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ولفهم الجنوح الإيطالي الآمن خارج المركب الأوربي لابدَّ من تحديد عمر الانتقال والأطوار التي مر بها.
إيطاليا أربع مراحل من الانتقال
بدأت الأزمة في إيطاليا عقب الأزمة الاقتصادية العالمية، هذا هو الطور الاقتصادي المالي، ثم انتقلت إلى الطور الاجتماعي للأزمة مع خروج الألاف للاحتجاج ضد سياسة التقشف والخصخصة التي فرضها الاتحاد الأوربي على دول جنوب القارة، ثم الانتقال السياسي الإيطالي مع وصول ما يسمى اليمنيون للسلطة، وهذا الطور الثالث أما ما نشهدة اليوم فهو الطور الرابع من الأزمة وهو: الوصول للبدائل وبدء عملية التغير والتوقيع على اتفاقية مبادرة الحزام الصيني يعتبر تحولاً مفصلياً في العلاقات الإيطالية الصينية والأوربية الصينية.
الاتحاد الأوربي وألمانيا تحذّر إيطاليا والصين
الشعور المتزايد بالخطر على مواقع الدول الغربية في آسيا وفي جنوب القارة دفع الاتحاد الأوربي للإعلان عن خطة مضادة للخطة الصينية، سميت بتجربة الطريقة الأوربية، وكأن العالم كلة نسي الطريق الأوربية والغربية ومآلاتها الاقتصادية والسياسية، وينسى الغرب أنه من خلال ديونه وقيوده منع تكتلات ودول من بناء حتى أبسط البنى التحتية. وفي هذا السياق قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: إن المحادثات تجرى منذ أشهر عدة مع عدد من الدول الآسيوية «المهتمة بتجربة الطريقة الأوروبية». وأضافت «ستهدف مبادرتنا إلى استحداث الوظائف الجديدة والنمو الاقتصادي ومنح المجتمعات المحلية المزايا والفوائد». وتابعت «لا أستطيع أن أقول إن هذه المبادرة مختلفة عن اقتراحات آخرين، ولكن هذا هو اقتراحنا».
وتأتي الإستراتيجية الجديدة بعد أن دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى سياسة خارجية أقوى في الاتحاد الأوروبي تتناسب مع قوته الاقتصادية لمواجهة انخراط الصين النشط في إفريقيا وآسيا.
قيود أوروبية على الاستثمارت الصينة
دعت ألمانيا وفرنسا الاتحاد الأوربي لوضع سقف للاستثمارت الصينية المباشرة في القطاعات التكنولوجية الأهم في أوروبا، والهدف طبعاً وقف التعاون الصيني الأوروبي في مجال شبكات الجيل الخامس التي تتهم أمريكا وبعض الدول الأوروبية الصين أنها محاولة للتجسس على الشبكات الأوروبية، الموقف الصيني في هذا الخصوص ينطلق من مبدأ ربح ربح والهدف الانتقال من احتكار المعلومة إلى مشاركتها بما يحقق أفضل العوائد، وبالنسبة لدول، مثل: اليونان وإيطاليا والبرتغال التي بسبب ضغط التمويل والتقشف والخصصة فإنها بحاجة لشركاء أفضل من البنك المركزي الأوروبي الذي يفرض قيوداً تحول دون تجديد البنى التحتحية بأقل الديون الممكنة، وهذا يمكن تحقيقة من خلال الشراكة مع الصين، وهذا ما يسمى فتح مجالات غير تقليدية وهذا تحدٍّ حقيقي من هذه الدول لجملة العلاقات الدولية القديمة.
يذكر أن مشروع طريق الحرير المذكور، هو مشروع صيني يشمل تعاوناً مع أكثر من 80 دولة، في جنوب شرق آسيا، ووسطها، وفي الشرق الأوسط، وأوروبا، وإفريقيا، عبر مشاريع بنى تحتية متنوعة على الخط الذي كان يشكل طريق الحرير القديم، بما قد يؤدي إلى تقليل تكاليف التجارة بنسبة النصف للدول المشتركة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 904