العراق مستمرٌ بمطالبه لطرد الأمريكي
يزن بوظو يزن بوظو

العراق مستمرٌ بمطالبه لطرد الأمريكي

لا تزال مطالب الشعب العراقي بطرد الأمريكيين من بلادهم قائمة، وستبقى بالتأكيد في طبيعة الحال، لكن مستوى التغطية الإعلامية لها لا يعدو حد الإحراج من استحالة «تطنيشه» بالمطلق من تلك الأطراف التابعة للغرب والمتحكمة بغالبية هذه الوسائل...

ومن بين الأخبار النافذة خجلاً من تجاوزها ضمن هذا الإطار هو تصريحٌ من قبل رئيس «تحالف الإصلاح والإعمار» في العراق، عمار الحكيم، يوم السبت الماضي تداولته بضع وسائل إعلام، بأنه «يرفض وجود القواعد العسكرية الأمريكية في العراق» موضحاً خلال كلمة له «نحن نؤكد على عدم السماح بتحوّل العراق منطلقاً للعدوان على جيرانه... نحن أمام حاجة ملحة للاتفاق على إستراتيجية وطنية جامعة وموحدة» وأن «استمرار المشروع الوطني يتطلب منا مغادرة اختلافاتنا والتوجه لتبنّي أولويات شعبنا»

العراقيون يحددون مصير القوى السياسية

بصرف النظر عن الجدل حول جدّية التصريح من عدمه، وبصرف النظر عن الدور السياسي لتحالف «الإصلاح والإعمار» إيجاباً أو سلباً... فما يهمّ هو: أن هذه التصريحات، كالتي سبقتها، تعكس المزاج الشعبي العراقي ومطالبه قبل غيره، وتفرض على القوى السياسية العراقية وطنية كانت أم تبعية، إلى تبنّيها والتحدث بها، ودفعها للأمام تلبية لها، وتأدية لواجبها ولضمان استمرار حامليها من جماهير... أما أولئك الذين يتحاشون عن الخوض في هذا الأمر اليوم، فيؤكد الشعب العراقي ذاته وبالممارسة أنه: لا وجود لهم في الساحة السياسية غداً.

الأولوية للأمريكيين، وقوى الفساد من بعدهم

من جهة أخرى وبالتوازي مع هذه المطالب بطرد الأمريكيين، يعمل العراقيون على دفع معالجة الأوضاع الداخلية الاقتصادية، فقد تجددت يوم الخميس مظاهرات في محافظة «البصرة» مطالبةً بتحسين الخدمات وإنهاء الفساد، وقوبلت بالغاز المسيل للدموع وجملة اعتقالات من قبل قوات الأمن العراقية... تجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات والمطالبات الشعبية تسير في العراق بمعزل وبشكل مستقل عن رضا وموافقة أيّ من الأطراف السياسية من عدمه، لتصبح شيئاً فشيئاً بوصلة القوى السياسية للاهتداء بها أو الخوف منها.

الشعوب تأمل بردّ الصاع

الأمريكيون مع حلفائهم مستهدفون أولاً قبل غيرهم من قبل جميع شعوب المنطقة رغم عجرفتهم وانتصاراتهم «الإعلامية» التي لم يعد لها أثر بعد كل هزائمهم المعلنة... فرغم محاولاتهم للحفاظ على وضعٍ محددٍ ضمن إطار يتناسب وحجمهم المتراجع سواء في العراق بتواجدهم العسكري، أو الـ200 جندي في سورية من جهة، والحفاظ على أدنى قدر مستطاع ضمن إمكاناتهم من حالات التوتر بالاستفادة من التناقضات الموجودة كالخلافات التركية-الكردية، والتركية- الأوروبية مستندين إلى «هيبتهم» السابقة... فإن هذه الـ «هيبة» اليوم باتت محطّ سخرية، وجميع الشعوب تتطلع لاقتناص فرصتها برد الصاع لها... لدرجة أن هناك من يتمنى في الشارع السوري والعراقي انطلاقاً من كرهه لهذه القوات، بقاءها في المنطقة أكثر قليلاً، وصولاً لتلك الفرصة التي يجري طردهم فيها عسكرياً برفقة «هيبتهم الإعلامية».

معلومات إضافية

العدد رقم:
904
آخر تعديل على الإثنين, 11 آذار/مارس 2019 12:32