برلين والتمرد على واشنطن

برلين والتمرد على واشنطن

لن تقوم ألمانيا بشراء الغاز الطبيعي الأمريكي المسال، فالأمر ليس في مصلحة ألمانيا لا اقتصادياً ولا سياسياً. بهذه العبارة نشر موقع «Handelsblatt» مقالاً يتحدث فيه عن الأسباب التي تجبر ألمانيا على رفض شراء الغاز الأمريكي والتوجه للغاز الروسي.

فبحسب كاتب المقال، فإن ألمانيا ليس لديها البنية التحتية اللازمة لغاز الولايات المتحدة الأمريكية، وبناء محطات لازمة سيؤدي لزيادة تكلفة الغاز، الأمر الذي لا ترغب به ألمانيا. كما أكد كاتب المقال أن ألمانيا ترغب في التخلص من مصادر الطاقة الكربونية بحلول عام 2050، ولذلك تعتقد الحكومة بأن الاستثمار في بنية تحتية من أجل شراء غاز أمريكي أمر مشكوك به وغير وارد، وبخاصة مع وجود مشروع «السيل الشمالي2» الروسي، والذي يقدم الغاز المطلوب وبسعر أرخص.
وبحسب الموقع، فإن روسيا تقدم 6% من احتياجات ألمانيا من الغاز، مما يؤكد على عدم اعتماد ألمانيا بشكل كامل على إمدادات الغاز من روسيا، في الوقت الذي تقول فيه الولايات المتحدة الأمريكية: أن ألمانيا تعتمد بشكل كامل على الغاز الروسي. والعامل الثاني الذي يدفع ألمانيا للابتعاد عن الغاز الأمريكي، هو ما يعرف بأمن الطاقة، واستخدام الغاز كورقة ضغط في سياسة أمريكا على الدول التي تشتري غازها، وبخاصة بعد سياسة الولايات المتحدة الأخيرة، والتي تقود لحروب اقتصادية عالمية. وتتصدر أوكرانيا عدداً من الدول التي تعارض مشروع «السيل الشمالي2» الروسي، كونه لا يمر في أراضيها ولن تحصل على عائدات عبور الغاز.