مستمرون في مسيرة العودة...حتى العودة

مستمرون في مسيرة العودة...حتى العودة

الرد العسكري لفصائل المقاومة على انتهاكات العدو، ورسائل الردع الصاروخي الأخيرة. إرادة الشعب وبطولاته وإبداعاته التي لا تنضب في ابتكار أساليب جديدة للمقاومة. الوضع الدولي الجديد، والتراجع المستمر لحلفاء الكيان الصهيوني. كل ذلك يضع الكيان في مأزق غير مسبوق.

لم تستطع جميع محاولات العدو أن توقف المد الفلسطيني على الحدود مع قطاع غزة ضمن فعاليات «مسيرة العودة وكسر الحصار»، رغم الآلام وارتفاع عدد الشهداء والجرحى، خرج عشرات آلاف الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي في «مليونية القدس»، التي تزامنت مع يوم القدس العالمي، واستمراراً في مقاومة الاحتلال حتى تحقيق المطالب.
ولا يزال الكيان الصهيوني يعيش مأزقاً مع أدوات الفلسطينيين الجديدة للمواجهة، فالطائرات الورقية تؤرق الاحتلال، بعد أن تسببت بإشعال النار في 17 موقعاً داخل الأراضي المحتلة، حيث اندلع حريق بالقرب من محطة سديروت ومسارات السكة الحديدية، وأدت سحب الدخان في الجنوب إلى إغلاق الطريق، كما أمر جيش العدو مستوطنيه بعدم لمس الطائرات الورقية، خشية أن تكون مفخخة، وفي محاولة لقمع هذه الطائرات الورقية أرسل جيش الاحتلال طائرات صغيرة، فأسقط الفلسطينيون أربعةً منها.
بينما أجبرت صواريخ المقاومة الكيان الصهيوني على الإقرار بعجز «القبة الحديدة» عن التصدي للصواريخ الفلسطينية، حيث نقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤولٍ «إسرائيلي» في المستوطنات المحيطة بغزة قوله: أن «مستوطنات غلاف غزة عانت الكثير من إطلاق الفلسطينيين للقذائف والراجمات، ولم تتمكن منظومة (القبة الحديدية) الدفاعية من مواجهتها، بشكل كامل».
من جهة أخرى، تزداد العزلة الأمريكية، ومن خلفها عزلة الكيان الصهيوني، في مجلس الأمن، فبصوتٍ واحد فقط، وهو الفيتو الأمريكي، أُسقط مشروع قرار كويتي يدين انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين، في المقابل حاولت واشنطن تمرير مشروع قرارٍ مضادٍ إلّا أنه لم يحصل سوى على تأييدها هي.
يؤكد الفلسطينيون، أن مسيرات العودة مستمرة، وهي تشكل تهديداً أمنياً للاحتلال يجعله في حالة قلق دائم، ستجبره في نهاية المطاف على التنازل، وخاصة، أن رسائل المقاومة كانت واضحة، وأن القصف بالقصف والدم بالدم، وهو ما ينقل المشهد الفلسطيني إلى مستوى جديدٍ فلا الاحتجاجات ستتوقف، ولا القمع والقتل سينفع، ولا حلفاء العدو يعوّل عليهم اليوم، فالكلمة الآن للشعب الفلسطيني المقاوم.