العلاقات التركية الأمريكية.. تذبذب فانحدار!
شهدت العلاقات التركية الأمريكية فترات صعود وهبوط، لكنها هذه المرة في انحدار مستمر، ففي استراتيجيات الأمن القومي المنشورة ما بين 2005 و2010 وصفت الولايات المتحدة تركيا بأنها حليف استراتيجي، غير أنها بدأت تعتبرها اليوم عدوًّا تقريبًا، فماذا حدث خلال السنوات السبع التي أعقبت 2010 حتى وصلت الأمور إلى هذهِ الحال؟
يضيء الكاتب سردار تورغوت من خلال كتاباته في صحيفة «خبر ترك»، على التحول في العلاقات التركية الأمريكية، نقدم ههنا بعضاً منها:
يقول تورغوت: عندما نتساءل عمّا حدث خلال سبع سنوات حتى نتحول من شريك استراتيجي إلى شبه عدو، يتوجب علينا أن نتوقف ونفكر بأسئلة من قبيل: بينما نتبع سياساتنا الحالية، هل تقع على عاتقنا أيضًا مسؤولية في وصول العلاقات إلى هذهِ الحال؟ أو: هل هنالك احتمال بأن نرتكب خطأ قص الغصن الذي نقف عليه، ونحن منتشون بكوننا على حق من الناحيتين الأخلاقية والسياسية؟
يبدو من المهم اليوم، أن نواصل طريقنا ونحن نناقش هذه الأسئلة. لأننا نمر بمنعطف خطير في تاريخ جمهوريتنا. في هذا العالم المضطرب والعاصف، حيث تناقصت الموانئ التي يمكن اللجوء إليها، نعيش في مرحلة نعيد فيها تعريف حلفائنا، ونتجه نحو عزل أنفسنا بشكل أكبر. بمعنى أننا نواجه احتمال السفر وحدنا في عالم عاصف قليل الملاجئ، وعدم العثور على من يهب لنجدتنا عندما نطلق نداء استغاثة. يمكنكم أن تقولوا الآن: إن الإدارة الأمريكية تسيء إلينا بشكل فعلي، ولا يمكن التوصل إلى اتفاق معها بعد الآن.
عقب التصويت على قرار القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أصدر البيت الأبيض، تعليمات إلى وزارة الخارجية، طلب منها دراسة البلدان التي صوتت ضد الولايات المتحدة كل على حدة، واستخلاص ما يمكن فعله اتجاهها. وكما يمكنكم أن تتوقعوا، فإن تركيا تأتي في مقدمة هذه البلدان.
اللمسات الأخيرة لخطة معاقبة تركيا
منذ زمن طويل وأجهزة الإدارة الأمريكية تعمل على خطة لفرض بعض العقوبات ضد تركيا. وتشير مصادر: أن الإدارة تضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطة، وأنها تنظر فيما إذا كانت ستفرض العقوبات تدريجيًّا، أم دفعة واحدة. وذكرت المصادر: أن الطريقة الأفضل لتوضيح الخطة هي: الحديث عن العقوبات بعد ترتيبها على شكل مجموعات، على النحو التالي:
العلاقات الروسية التركية
هنالك خطة لإدراج تركيا في إطار العقوبات على روسيا. على الرغم من معارضة البيت الأبيض، يصر الكونغرس على فرض عقوبات جديدة بسرعة. وبالفعل مرر مجلس الشيوخ القرار بأغلبية 98 مقابل 2، ووصلت التحضيرات في الكونغرس إلى المرحلة الأخيرة لتطبيق العقوبات، وتفكر الإدارة الأمريكية بضم تركيا للعقوبات على النحو التالي:
صفقة الصواريخ
هنالك جناح في الكونغرس يعتقد بأن شراء تركيا، وهي عضو في الناتو، صواريخ إس-400 من روسيا، يقتضي فرض عقوبات أوتوماتيكية عليها، وهذا الفكر يجد دعماً من مؤيدي العقوبات على روسيا، ومنهم السيناتور بنيامين كاردن، الذي يعمل بجد في هذا الخصوص. فإذا تم ذلك، تعتزم الإدارة فرض حظر على تعامل الشركات والبنوك الأمريكية مع الشركات والبنوك التركية، التي تلعب دوراً فعالًا في صفقة الصواريخ.
السيل التركي
هنالك خطة في الكونغرس من أجل فرض عقوبات فرعية على تركيا عبر روسيا بسبب مشروع «السيل» التركي، وهو خط أنابيب مشترك لنقل الطاقة ما بين روسيا وتركيا. وأشار مصدر متابع لهذه الخطة إلى: وجود احتمال لفرض عقوبات على ألمانيا، بسبب تعاونها مع روسيا في مشروع «السيل الشمالي» إلا أن الكونغرس سيضع استثناءً، ولن يدرج ألمانيا في هذا الإطار. المصدر نفسه قال: إن استثناءً مشابهًا غير وارد بالنسبة لتركيا.
مؤيدو اتخاذ
موقف شديد من تركيا
يعمل، بنيامين كاردن، مع النائب، روبرت بيتنغر، من أجل فرض عقوبات جديدة على تركيا، بزعم تقديمها الدعم لبعض المجموعات الإرهابية في المنطقة. وبيتنغر هذا مساعد رئيس اللجنة الفرعية للشؤون المالية والإرهاب والتمويل غير القانوني، ورئيس مجموعة العمل بخصوص الإرهاب في مجلس النواب.
يطالب بيتنغر، الذي أدلى بتصريحات، ووجه اتهامات ضد تركيا: تطبيق عقوبات شديدة عليها في أسرع وقت. ويسعى هو والمجموعة المحيطة به إلى فرض عقوبات على أشخاص ومؤسسات مستهدفة في تركيا.
عقوبات الخزانة الأمريكية
تواصل وزارة الخزانة الأمريكية العمل على فرض عقوبات على بعض البنوك التركية، علاوة على سعيها من أجل رفع قضايا جديدة ضد تركيا. هذه التحركات كلها وتوقيتها ليست بالأمر المفاجئ، فمنذ مدة ونحن نسمع عنها.
وتتناقل كواليس واشنطن: أن موقف تركيا في أزمة القدس لعب دوراً في تسريع التحركات واتخاذ القرار. وتشير إلى الانزعاج الشديد في الكونغرس، جراء موقف تركيا من الكيان الصهيوني، وهو ما دفع بعض الأعضاء الذين كانوا يطالبون بعدم التسرع في فرض عقوبات على تركيا، بتأييد اتخاذ قرار سريع كما يطلب الآخرون.