الشيوعي الصيني: إن عصراً جديداً قد بدأ!

الشيوعي الصيني: إن عصراً جديداً قد بدأ!

عقد الحزب الشيوعي الصيني يوم 18 تشرين الأول 2017 مؤتمره التاسع عشر، الذي يعدّ الحدث الأهم في السياسية الصينية كل خمس سنوات، يحدد فيه من سيحكم الصين، والنهج الذي ستسير عليه البلاد خلال الولاية المقبلة. وخلال المؤتمر الذي تواصلت جلساته أسبوعاً في بكين، تم انتخاب تشكيلة جديدة للجنة المركزية، بينما أعيد انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينغ، أميناً عاماً.

خرج المؤتمر بقرارات مهمة، منها: تعزيز جهود مكافحة الفساد، والإجماع على أهمية إجراء تغييرات في النظام الداخلي للحزب، وإلى تبنيه استراتيجية جديدة للتنمية خلال الفترة المقبلة...
محاربة الفساد
أكد، شي جين بينغ، خلال المؤتمر: استمرار الحزب في نهج «عدم التسامح إطلاقاً مع المسؤولين الفاسدين»، وبأن الحزب سيحرز انتصاراً ساحقاً في ذلك، مضيفاً: إن «جماهير الشعب هي الأكثر بغضاً لظواهر الفساد، والفساد هو أكبر تهديد يواجهه حزبنا، ولا نستطيع الخروج من قانون الدورة الحتمية التاريخية، وضمان الاستقرار السياسي الدائم للحزب والدولة، إلا بدوام الإصرار والجَلَد، المتمثلين في أن مكافحة الفساد ستظل سائرة على طريقها، وبوساطة تعميق المعالجة الفرعية والمعالجة الجذرية في آن واحد، وضمان استقامة الكوادر ونزاهة الحكومة ونقاء السياسة».
علاوة على ذلك، تسعى الصين إلى إجراء إصلاحات سياسية شاملة في البلاد، حيث قال تو تشن، المتحدث باسم المؤتمر للصحفيين: إن المؤتمر سيرسم خريطة الإصلاح الشامل للنظام السياسي في البلاد والأنظمة الأخرى، مؤكداً: أن الصين لن تنسخ أو تكرر نماذج إصلاح النظام السياسي في دول أخرى، مشيراً إلى أن «تقاليدنا الثقافية الفريدة، وخبرتنا التاريخية الفريدة، وظروفنا الوطنية الاستثنائية، تؤكد أنه ينبغي علينا اتخاذ طريق التنمية المناسب لسماتنا».
الاشتراكية أولاً
خلال افتتاح المؤتمر، بدّد الرئيس الصيني أية توقعات بالانفتاح الليبرالي للنظام بتأكيده: «ضرورة بذل جميع المواطنين المزيد للدفاع عن سلطة الحزب والنظام الاشتراكي، والتصدي بحزم لأية أقوال أو أفعال من شأنها أن تقوضهما»، مضيفاً أنه «بعد عقود من العمل الشاق، دخلت «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية» عصراً جديداً، وفي هذا السياق الجديد، يجب علينا التحلي بنظرة جديدة، والأهم من ذلك، تحقيق إنجازات جديدة». معلناً: أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد منعطفات ومعالم هامة، وأن التحديث الاشتراكي سوف يتحقق أساساً من عام 2020 الى عام 2035، ومن 2035 إلى منتصف القرن سوف تصبح الصين دولة اشتراكية عظمى مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافياً.
في المقابل، شدد شي جين بينغ على أن اقتصاد بلاده «لن يغلق أبوابه» أمام العالم، بل على العكس من ذلك «سينفتح أكثر» متعهداً أيضاً بمعاملة الشركات الأجنبية بـ«إنصاف». واعتبر أن الآفاق المستقبلية واعدة، لكنها تواجه تحديات جسيمة أيضاً، فالتناقض الأساسي الذى يواجه المجتمع الصيني حسب، شي، هو: بين التنمية غير المتوازنة، وغير الكافية من ناحية، واحتياجات الشعب المتزايدة باستمرار من أجل حياة أفضل من الناحية الأخرى.
نحو تنمية عادلة
في هذا السياق، أعلن الرئيس الصيني في المؤتمر: تبني الحزب استراتيجية جديدة للتنمية خلال الفترة المقبلة، يهدف من خلالها تحقيق المزيد من التوازن، وتنمية أكثر جودة عبر كافة مناطق البلاد والقطاعات.
وعلى الرغم من التحسينات الضخمة التي شهدتها البلاد على الأصعدة والمجالات المختلفة، حيث نما الاقتصاد الصيني ليصبح ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وليتوسع بواقع نحو 10 بالمئة كل عام، على مدار أكثر من ثلاثة عقود، بالإضافة إلى نمو الصناعة بشكل كبير، إلا أن هنالك مشكلة لا تزال تتمثل بوضوح، حيث تظهر الاختلافات والفروق واضحة بين المناطق الصينية المختلفة بشكل حاد، مما يؤدي إلى ظهور فجوة متزايدة في مستوى الدخل الشخصي، بين من يملكون ومن لا يملكون، وهو أمر تسعى الصين إلى تجاوزه خلال المرحلة المقبلة.
يشير الصعود الصيني مؤخراً، والتغير النوعي والكمي الذي تضفيه السياسات الصينية على الصعيد العالمي في المجالات كافةً، إلى أن هذه الدولة قادرة فعلاً على حل مشاكلها الداخلية المتعلقة بمحاربة الفساد، وتحقيق تنمية عادلة. إن رسالة المؤتمر الشيوعي الصيني النهائية توحي بأن: عصراً جديداً قد بدأ، ليس داخلياً فقط بل عالمياً أيضاً، من خلال التعاون المشترك والمشاريع التنموية المتعدد وأهمها: «طريق الحرير» الجديد التي ستساهم ليس فقط بنهوض المجتمع الصيني بل مجتمعات العالم أجمع.

معلومات إضافية

العدد رقم:
834