وداعاً فيتالي تشوركين، شكراً فيتالي...
رحل يوم أمس عن عالمنا فيتالي تشوركين، مندوب دولة روسيا الاتحادية في مجلس الأمن، نجم الشاشات، وهي تبث اجتماعات المنظمة الدولية، والذي جمع بين الحرفية الدبلوماسية، وسرعة البديهة، ومعرفة نقاط ضعف الخصم، وصاحب اليد المرفوعة بالـ«فيتو» أمام كل محاولة غربية، لاستدراك التراجع الموضوعي، والذي ترك بصمات دائمةً في أرشيف الدبلوماسية الدولية، في أهم منعطف دولي بعد الحرب العالمية الثانية.
إحدى أهم مكونات ظاهرة فيتالي الدبلوماسية، التي أحرجت عتاة الدبلوماسيين الغربيين، أمام الرأي العام مرات ومرات، إنه جاء في مرحلة تشكل ميزان القوى الدولي الجديد، وأصبح أحد رموزها، وأحد المعبرين عنها بالملموس، كونه كان يمثل البلد الذي يتصدر خريطة القوى الدولية الصاعدة، في أهم محفل دولي، حيث ارتبط باسمه تقدم دور الماكينة الدبلوماسية الروسية، والتقدم الملحوظ على هذه الجبهة من الصراع، مع قوى العالم القديم.
باختصار، ظاهرة فيتالي الدبلوماسية، هي نتاج مزايا شخصية، محمولة على تقدم دور البنية التي يمثلها، كثنائية لابد منها لإنتاج الرموز في التاريخ الإنساني.
تحيةٌ لصاحب اليد البيضاء المرفوعة، التي لجمت مرات ومرات محاولات الدول الغربية لشرعنة التدخل في شؤون الدول والبلدان، وخصوصاً في سورية، حيث كان الراحل محارباً من أجل القرار 2254، ولعب بحنكته الدبلوماسية دوراً في فرضه على القوى الغربية، ليحتل بذلك مكانة خاصةً في ذاكرة الشعب السوري، ومعبراً عن إرادته في فتح الطريق على الحل السياسي، بما يعنيه من إيقاف الكارثة الإنسانية، ومحاربة الإرهاب، وفتح الطريق على التغيير الوطني الديمقراطي الجذري الشامل.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 799