على بوش أن يتوقف عن المضغ ويبدأ بالتفكير

المراسلون الذين غطوا الحملة الانتخابية الرئاسية لبوش عام 2000 كثيرا ما تساءلوا عما إذا كان بوش المدلل سيتوقف عن التصرف بحماقة إذا ما تمكن من الوصول إلى الرئاسة فهل سيتوقف عن اللعب بالمنشفة أثناء المقابلات الصحفية التي تجرى معه اثناء تنقله بالطائرة؟ وهل سيتخلى عن مسح وجهه وتحريك حاجبيه في المراسم التي تقام تخليدا لذكرى الموتى؟ وهل سيستبدل التفاهات بالرزانة؟

في نواح عديدة لا يبدو بوش الذي عرفته مؤهلا للأمور التي تنتظرنا هذا ما قاله فرانك بروني الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الذي غطى صعود جورج دبليو بوش في كتابه «الدخول ببطء إلى سجل التاريخ» ويضيف قائلا إن بوش الذي عرفته كان نصفه نذالة والنصف الآخر تلعثم كعضو أزلي في جمعية الأخوة ومهرج متهور. وخلال أيام الأسبوع فأر جمباز وفي العطلة الأسبوعية نائم وهو بطبعه طفل في جسم بالغ كثيرا ما يطفو على أسطح أو ينبعج فجأة فحادث الميكروفون المفتوح في قمة الدول الـ 8 في بطرس بيرغ أوضحت دفعة واحدة وإلى الأبد أن جورج دبليو بوش لم يبذل أي جهد للتأقلم مع منصبه فالرئيس توَّج عدم نضوجه وعدم اكتراثه محولا كل بيئة يوجد فيها- بغض النظر عن درجة رسميتها أو جديتها- إلى بيت مريح للأخوة.
ومهما كانت المصائد أو الرسميات المطلوبة من الرئيس القائد للعالم الحر دائما ما يخرج بذات التفاهات ونفس الموقف الساذج - الشتم والتحدث مع توني بلير وفمه مليء بلفافة خبز مغموسة بالزبدة ووضع يده على كتف المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل بطريقة فجة ويستطيع أن يحول مؤتمر قمة عالميا يبدو كحدث تافه.
إذا ما اسكت به غير متحفظ تجده يعاني من الاضطهاد فهو يشكو من الجوهر الحقيقي لمهمته وحتى بعد فشله في العراق وكيفية التعامل مع إعصار كاترينا يواصل التعامل مع الرئاسة كعائق ضخم يحول دون رغبته لركوب دراجته والقيام بعملية تنظيف الأرض من الأعشاب.
في التعليقات التي تسمع من دون علمه يقول بوش إنه لم يكترث بالتحضير بكلمة يختم بها كلامه عند لقائه في محادثات مع قادة العالم الذين يتحدثون مطولا فما الذي كان يظنه منصب الرئيس حقيقة؟ قد يكون العالم كله على وشك الانفجار ولكن الرئيس قد تكون أمامه فرصة نادرة للهو مع أصدقائه ولكن هذا يهون أمام رغبته الجامحة للعودة إلى وسادته المحشوة بالريش وممارسة تمارينه الرياضية في جمباز البيت الأبيض.

يجب أن أعود للبيت يجب أن اذهب الليلة لعمل شيء ما يجب أن اذهب إلى المطار واصعد في الطائرة واذهب إلى البيت، وأحد الناطقين بلسان البيت الأبيض قال انه ليس هناك أي شيء في جدول أعمال الرئيس بعد أن عاد إلى واشنطن في تمام الساعة الرابعة صباح يوم الاثنين.
عندما بدأ يتعجب حول كبر حجم روسيا كنت تتوقع منه أن يصرخ طالبا من كوندوليزا رايس ما اسم تلك البلاد الكبيرة التي سكانها أكثر من سكان أي بلاد أخرى في العالم؟ ونبدأ بالحرف «ص» ووالدي قضى فيها بعض الوقت كسفير ربما ذلك التمرد ضد أسرته التي تقدس الدبلوماسية والأخلاق أكثر من أي شيء آخر ولكن عندما يشعر بوش بالملل أو الإحباط يحتفظ بحقه لان يكون فظ الأخلاق سواء كان الوضع الذي يوجد فيه قصرا أم احد وديان تكساس تعامل بوش مع توني بلير كما لو انه خادم ورفض عرضه للمساعدة في حل الأزمة بين لبنان وإسرائيل وغير الموضوع وأخرجه عن مضمونه بالحديث عن هديته في عيد ميلاده الستين وبعد ذلك قوض الغاية التي جاء من اجلها بلير الذي كان يتبرم كالزوجة المساءة معاملتها.
وبعد أن فعل كل ما بوسعه لنسف كوفي عنان والأمم المتحدة بدأ يتحدث عن السكرتير العام للأمم المتحدة كما لو انه عضو في جمعية الأخوة ويريد أن يبعث له مجموعة من زجاجات الكولا أو البيرة ويقول اشعر بأن على كوفي عنان أن يتصل هاتفيا مع بشار الأسد وإحداث شيء ما.
إن ثقته بأن كل شيء يمكن معالجته بمكالمة هاتفية وليس هو المطلوب أن يجري المكالمة مع الإيرانيين الذين لهم نفوذ أكثر لدى حزب الله مثيرة للدهشة ويبدو انه ليس لديه أية فكرة عن الأعمال الجارية في الشرق الأوسط والتي أضافت إلى تعميق حالة الفوضى هناك وأدت إلى تزايد نفوذ إيران وتراجع نفوذ الولايات المتحدة .
قد يكره بوش الرسميات المصاحبة لمنصب الرئاسة ولكن عندما يكون العالم متجها إلى الجحيم فيجب أن يتوقف عن المضغ ويبدأ بالتفكير.

معلومات إضافية

العدد رقم:
279