الأحزاب الوطنية التونسية تقاطع الانتخابات وتدعو الجماهير لإنهاء الديكتاتورية
أصدرت يوم 18 تشرين الأول الجاري مجموعة من الشخصيات التونسية تنتمي إلى المؤتمر من أجل الجمهورية، و حركة النهضة الإسلامية، واليسار غير الاستئصالي، وشخصيات مستقلة بارزة بيانا ندّدوا فيه بالانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تزمع السلطات التونسية إجراءها يوم 24 تشرين الأول مطالبين الشعب التونسي بمقاطعتها وعدم الاعتراف بنتائجها المعروفة سلفا. كما دعوا إلى توحيد الجهود لانعقاد مؤتمر وطني ديمقراطي يجمع كل القوى الحية في البلاد لإعداد البديل الديمقراطي للنظام الحالي.
وقد جاء في النداء:
تستعد الدكتاتورية يوم 24 تشرين الأول لتنظيم مسرحية انتخابية تزيف فيها مرّة أخرى إرادة الشعب وتمتهن كرامة المواطن..
إن الموقعين على هذا النداء:
- يشددون بصفتهم التنظيمية أو الشخصية ، على أن هدف هذه الانتخابات الصورية هو تكريس الرئاسة مدى الحياة بصفة مقنّعة ، مستندة إلى ''استفتاء'' مثّل انقلابا على الدستور ندّدت به القوى السياسية والحقوقية المستقلة وقاطعه الشعب ، وفي ظل غياب عدالة مستقلة تحتكم لسلطان القانون.
- ويذكّرون بأن تنظيم هذه الانتخابات مسؤولية أجهزة لا ترى في المواطن مصدر الشرعية وإنما مصدر الخطر، ولم تنفكّ يوما عن التعامل معه بالتخويف والإذلال ، ناهيك على أنها تجري في جوّ من القطيعة المطلقة بين المجتمع المدني وسلطة رفضت الاستجابة لمطالبه المتكررة بالإفراج عن المساجين السياسيين كمطلب أوّل لتنقية المناخ السياسي .
- وينبّهون إلى أن نتيجتها المعروفة مسبّقا سوف تشرّع وتكرّس تواصل سياسة اقتصادية تمثّلت في استشراء الفساد بشكل لم يعرف لها مثيل في تاريخ تونس وإغراق الدولة و التونسيين في الديون وتفاقم ظاهرة البطالة خاصة عند خريجي الجامعات والتهاب الأسعار وتأزم النظام المصرفي وتسريح العمال ورفع كل القيود والضمانات التي تحفظ الحدّ الأدنى من حقوقهم النقابية.
- إن استمرار مثل هذا النظام عبر مثل هذه الانتخابات يعني استمرار القمع وخنق الحريات
وتدهور التعليم والمؤسسات القضائية والأمنية والإعلامية والإدارة حيث نخرت فيها سوسة الفساد واللامبالاة والاستقالة الجماعية والإحباط نتيجة التسيير الدكتاتوري .
- ويحذرون من أن توثيق العلاقات مع إسرائيل في إطار البحث عن شرعية أجنبية أصبح من مسلمات السياسة الخارجية لنظام لم يعد يمثل التونسيين لا على الصعيد الداخلي، ولا على الصعيد الخارجي.
وتوجه النداء إلى كل المواطنين والمواطنات لمقاطعة الانتخابات المزعومة ومقاومة ضغوطات الأجهزة الحزبية والأمنية لجرّهم إلى المشاركة في عمليّة تمتهن كرامتهم وتسخر من عقولهم، وضعت أساسا لإضفاء غطاء هشّ من الشرعية والقانونية على نظام فاقد لكليهما يرتهن حاضرهم ومستقبل أطفالهم.
كما دعا البيان جميع القوى الحيّة في البلاد إلى عدم الاعتراف بالنتائج التي ستتمخّض عنها مهزلة 24 تشرين الأول وإلى حشد كل الطاقات من أجل إنهاء الدكتاتورية في ظل النضال السلمي بدءا من تنظيم مؤتمر وطني ديمقراطي يعدّ البدائل التي ستؤسس لنظام سياسي جديد يعيد للشعب سيادته وللمواطن حقوقه وللانتخابات اعتبارها وٍوظيفتها.
وقد وقّع النداء مجموعة من الشخصيات التونسية يأتي في مقدمتهم د.منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، والأستاذ صدري الخياري، والقاضي مختار اليحياوي، والمفكر أحمد الطالبي..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 232