جهاد أسعد محمد جهاد أسعد محمد

الرفيق نديم علاء الدين عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني لـ«قاسيون»: ينبغي اختراق الطائفية اللبنانية لحماية المقاومة

على هامش الاجتماع الوطني الثامن للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، التقت قاسيون، الرفيق نديم علاء الدين، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني وأجرت معه الحوار التالي:

•  الحزب الشيوعي اللبناني لديه ظروف وتحديات مختلفة، فطالما عانى من خروج بعض العناصر فيه عن الإطار الماركسي.. كيف يخوض الحزب الشيوعي اللبناني معاركه الفكرية والسياسية في ظل الخريطة الاجتماعية المعقدة في لبنان؟
 نحن كحزب شيوعي لبناني لم نشهد حالات انقسام، وبقيت القوى المحافظة على الخيار الماركسي والاشتراكي داخل الحزب، لكن ما حصل عندنا هو خروج البعض إلى مواقع أخرى نقيضة، حدث خروج عن خيار «لا انقسام» في الحركة الشيوعية.. نحن في لبنان نحاول جدياً إحداث اختراق بالبنية السياسية الطائفية الصلبة، كما نسعى إلى توحيد قوى اليسار، ونجحنا في صياغة برنامج مشترك له. بعد مؤتمرنا الحالي وضعنا مهمة هي توسيع هذا الإطار اليساري والانطلاق نحو العمل.

• ما هي الثوابت الأساسية التي يرتكز عليها برنامج الحزب؟
الثابت الرئيسي الأول هو إصلاح النظام السياسي في لبنان، فبالنسبة لنا إصلاح النظام هو حدث تقدمي ثوري بامتياز.. الخروج من النظام الطائفي الذي يفتت اللبنانيين ويشرذمهم. إذاً العنوان الأول هو إصلاح النظام السياسي باتجاه التغيير الديمقراطي في لبنان، ثم التصدي لسياسات الحكومة في المجال الاقتصادي- الاجتماعي التي عرضت البلد لكوارث اقتصادية، ورهنت البلد والأجيال القادمة لرحمة الصندوق الدولي.. وهناك المسألة الوطنية، وهي الدفاع عن سيادة لبنان في مواجهة الأخطار الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي المستمر على أرضنا وشعبنا..

• كنتم من مؤسسي المقاومة الوطنية اللبنانية، وما تزالون على نهجها، فكيف تواجهون  الهجوم على المقاومة، وشرعية وجودها وسلاحها؟
لا شك أننا كنا حزب المقاومة الأول، وانتسابنا للمقاومة وتأييدنا لها هو تاريخي وجوهري، قاومنا الأحلاف العسكرية، ومن بعدها الاحتلال الصهيوني، وهذا هو خيارنا...
إذاً الدفاع عن المقاومة من أدبيات الحزب الأساسية، وقد وقفنا ضد الهجوم عليها وعلى سلاحها باعتبار بأنه يستهدف بأحد جوانبه تجريد لبنان من قوة أساسية دون إيجاد قوة بديلة تواجه إسرائيل، ورأينا في ذلك استجابة لشروط ومشاريع دولية..
لكننا نرى في بقاء المقاومة محصورة في فئة دون تغيير النظام اللبناني خطورة على وضع المقاومة، فذلك قد يعزلها أو يجعلها خارجة عن القانون، أو يبرر لقوى طائفية أخرى أن تحمل السلاح لتوجهه إلى اقتتال داخلي. كان رأينا، ونحن نبحث الأمر مع المقاومة الإسلامية أنه ينبغي عدم الفصل ما بين التحرير والتغيير الداخلي، حماية المقاومة يكون بتغيير النظام الطائفي لأن استمراره يضعف المقاومة.. المقاومة ينبغي أن تكون مقاومة وطنية تشمل كافة اللبنانيين، هذا الخيار الذي نجح في لبنان منذ بداية التحرير الذي انطلق في معاركه الأولى سنة 1982 واستكمل في عام 2000، وثبت أنه الخيار الشعبي في لبنان.. وينبغي اليوم تجنيد كل القوى التي تستطيع أن تقاوم كي تتحول المقاومة إلى مقاومة شاملة، تقوم بالتحرير وبالتغيير الديمقراطي بما يؤمن للبنان المنعة والقوة والعدالة الاجتماعية.

• يخوض الحزب الشيوعي اللبناني استحقاق الانتخابات النيابية بشكل مستقل تاركاً مسافة بينه، وبين كل من المعارضة والموالاة.. ما هو منطقكم في ذلك؟
نحن سعينا في البداية أن نلتقي مع المعارضة على قواسم سياسية تشكل الأساس لتعاون استراتيجي انطلاقاً من الثوابت الأساسية التي تحدثت عنها، وأن نكون جزءاً من معركة واحدة قبل، وأثناء الانتخابات وبعدها، لكن للأسف فوجئنا بمنطق طائفي عكس نفسه في اتفاق الدوحة، وبما أننا على طرفي نقيض مع فريق الموالاة، فقد وجدنا نفسنا خارج اللعبة.. لاشك أننا والمعارضة نلتقي على الثوابت القومية وموضوع المقاومة، ولكننا مختلفون على المستوى الداخلي حول إلغاء الطائفية وقانون الانتخابات والإصلاح الاقتصادي..
والحقيقة أنهم لم يتعاملوا مع الحزب على أساس حجمه الحقيقي، لذلك قررنا كحزب أن نخوض المعركة من موقع مستقل، ونحن نقدم الآن برنامجنا، وسنحاول أن نثبت أن هذا الحزب أقوى من التحالفات الطائفية، وقد قدمنا مرشحين في خمس دوائر وفي مواقع حساسة تؤثر على الطرفين.

• كيف يرى الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني مسألة وحدة الشيوعيين السوريين؟
لاشك أن الوحدة ضرورة بالنسبة للشيوعيين السوريين، أولاً لتوحيد جهود الشيوعيين في سورية، وهذه الوحدة ضرورية لوحدة العمل الوطني لتشكل أساس النضال للقوى القومية والوطنية السورية من أجل تحقيق مصالح وحقوق الشعب السوري، هذا من جهة، وأعتقد من جهة أخرى، أن وحدة الشيوعيين السوريين لها أهمية خاصة فيما ندعو إليه من وحدة قوة اليسار على الصعيد العربي، ووحدة الجهود الشيوعية في العالم العربي..
ولاشك أننا كشيوعيين لبنانيين، من دعاة هذه الوحدة، ولنا جهود في هذا المجال لتقريب وجهات النظر، وإيجاد عناصر مشتركة لتوحيد الجهود، ونرى أنه إذا كانت هناك آراء متباينة حول بعض القضايا، فلتؤجل لحوار لاحق..

معلومات إضافية

العدد رقم:
407