وكالات وكالات

كوهين.. ذراع واشنطن لاستغلال «النيوميديا»

يشكل العالم الإسلامي وخاصة منطقة الشرق الأوسط بؤرة ذات وضع خاص في السياسة الخارجية الأمريكية، وذلك بالنظر إلى حجم مصالح واشنطن في المنطقة وإلى المسافة الذهنية والحضارية الواسعة بين الكتلتين الثقافيتين.

وقد بذلت الخارجية الأمريكية منذ مطلع القرن الجاري جهودا كبيرة في سبيل تحسين صورتها في المنطقة والوصول إلى عقول وقلوب سكان المنطقة بمبرر ظاهره تأهيلهم لتفهم سياساتها وباطنه توفير أرضية مناسبة لتنفيذ خططها في المنطقة.
وظلت آليات اشتغال الخارجية الأمريكية مواكبة لمتطلبات كل لحظة. فبعد سياسات التدخل المباشر أو عن طريق بعض الوكلاء في بعض الملفات والقضايا الساخنة، عادت واشنطن لامتطاء صهوة الإعلام الذي كان جبهة لمواجهة المعسكر الشرقي وأسست منابر إعلامية موجهة للعالم العربي والإسلامي.
وعلى إيقاع التطور السريع في العالم الرقمي والإنترنت سارعت الخارجية الأمريكية لاستغلال ما توفره وسائل الإعلام من إمكانات واسعة للتواصل مع أوساط واسعة من الناس والتأثير فيهم وحشدهم وتوجيه الرأي العام وحتى التلاعب فيه أحياناَ.
وتعزز هذا التوجه داخل الخارجية الأمريكية عام 2006 بتعيين جاريد كوهين وهو في ربيعه الـ25 في قسم تخطيط السياسات الخارجية مباشرة بعد تخرجه من جامعة أكسفورد وتكليفه بمكافحة ما يسمى بالإرهاب والتطرف بالدبلوماسية العامة في العالم الإسلامي وبقضايا الشباب وتكنولوجيا الإعلام الجديد.
لكن ما فتح أبواب الخارجية الأمريكية على مصراعيها أمام كوهين في عهد كوندوليزا رايس ليس فقط مؤهله العلمي، بل ما عاشه من تجارب ومغامرات خارج الولايات المتحدة خلال فترة الجامعة.
فقد سافر كوهين إلى كل من إيران وسورية والعراق ولبنان وعاش هناك تجارب مثيرة حيث التقى بشباب من مختلف المشارب والخلفيات السياسية وتعرف عن كثب عن طموحاتهم وأحلامهم ونمط عيشهم اليومي.
ومن تلك التجارب ألف كوهين كتابا بعنوان «أطفال الجهاد» حظي باهتمام إعلامي واسع وبإشادة وجوه سياسية أمريكية بارزة ما أهله ليصبح نافذة الخارجية الأمريكية في التواصل مع شباب العالم الإسلامي باستغلال إمكانيات الإعلام الجديد (النيوميديا) الذي ازدهر مع مواقع عالمية مثل «فيس بوك»، و«يوتيوب»، و«ماي سبيس»، و«تويتر».
وقد سطع نجم كوهين عندما تداولت وسائل الإعلام الأمريكية مؤخراً أنه هو من اتصل بالمشرفين على موقع تويتر، طالبا تأجيل أعمال صيانة بالموقع حتى يتمكن الإيرانيون من تبادل المعلومات بشأن احتجاجاتهم على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً.
وقبل ذلك أشرف كوهين على زيارة لعدد من كبار الخبراء الأمريكيين العاملين في مجال الإعلام الجديد وبينهم جاك دورسي- وهو أحد مؤسسي تويتر- إلى العراق ليبحثوا مع المسؤولين العراقيين إمكانية تعزيز «الإعلام الاجتماعي» هناك.
كما أشرف كوهين العام الماضي في نيويورك على لقاء لقيادات شبابية من مختلف أنحاء العالم مع مجموعة من رموز عالم الإنترنت و«الإعلام الجديد»!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
412