اتفاق واشنطن – نيودلهي العسكري.. تضحية بسيادة الهند وصفعة لباكستان

أعربت الأحزاب الهندية المعارضة عن احتجاجها على الاتفاقية العسكرية التي وقعتها الحكومة الهندية مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وفي بيان صحافي عزت تلك الأحزاب احتجاجها إلى أن الاتفاقية سوف «تمنح الحق للإدارة الأمريكية في زيارة القواعد الهندية العسكرية للتحقق مما إذا كانت المعدات العسكرية المخصصة للاستخدام المدني والعسكري تستخدم فعلياً للغرض الذي بيعت من أجله».

وأكدت هذه الأحزاب أن الاتفاقية تعد «تضحية» بسيادة الهند وأمنها مشددة على أن «الاتفاقية تعد مصدر قلق كبير» بالنسبة للبرلمانيين في الهند.
وكانت واشنطن وقعت مع نيودلهي اتفاقية تسمح ببيع أسلحة أمريكية متطورة للهند، من بينها 126 طائرة مقاتلة متعددة المهام، تعد من أكبر صفقات الأسلحة في العالم مع اتخاذ الهند خطوات لتحديث ترسانتها روسية الصنع.
وتتيح هذه الاتفاقية المعروفة باسم اتفاقية «مراقبة الاستخدام النهائي» التي يشترطها القانون الأمريكي لمثل هذه المبيعات من الأسلحة لواشنطن، التأكد من أن الهند تستخدم هذه الأسلحة للأغراض المقصودة وتمنع تسرب هذه التقنية لآخرين.
وتعد الاتفاقية «إنجازاً ملموساً» لأول زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للهند بعد تقلدها هذا المنصب، وهي زيارة قال محللون إنها تهدف إلى تعميق العلاقات مع الهند بعد تاريخ طويل من التوترات الأمريكية الهندية خلال الحرب الباردة عندما مالت الولايات المتحدة نحو باكستان، مقابل تودد تل أبيب للهند.
وفي الجوهر تصب هذه الاتفاقية في مصلحة شركات أمريكية مثل لوكهيد مارتن وبوينغ، في وقت تتهدد فيه الأزمة الرأسمالية العالمية، وتحديداً في المركز الإمبريالي الأمريكي، المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، إلى جانب كل المؤسسات التي يقوم عليها النظام الأمريكي برمته.
ومفهوم أن هذه الاتفاقية ستسهم في توتير الأجواء أكثر فأكثر بين الجارين النوويين، الهند وباكستان، ناهيك عن كونها صفعة أمريكية في وجه النظام في باكستان الذي بلغ به أمر الانبطاح أمام مستلزمات التحالف مع واشنطن و«حربها الكونية على الإرهاب» سماحه لمقاتلاتها بضرب أراضيه والفتك بسكانه على الحدود مع أفغانستان بذريعة استهداف طالبان والقاعدة، وهو ما يسهم في تقويض باكستان كلها، بما فيه وجودها وسيادتها ووحدة أراضيها ونسيجها العرقي الطائفي المتنوع.

معلومات إضافية

العدد رقم:
413