البطالة المستمرة في نيويورك تنحو عرقيةً باطراد..

مع ارتفاع معدلات البطالة باطراد بين النيويوركيين البيض منذ الربع الأول من عام 2008 حتى الأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة، ارتفعت بين السود بمعدل أسرع بأربع مرات خلال الفترة نفسها، وفقا لتقرير نشره مكتب مراقبة النفقات في مدينة نيويورك الشهر الماضي. وقد أظهرت دراسات حديثة أن هذه الفجوة تستمر بالاتساع  بمعدل متسارع.

عند نهاية آذار كان عدد العاطلين عن العمل بين السود أكبر بـ80000 ألف عن عدد العاطلين عن العمل من البيض، كما أظهر التقرير، على الرغم من أن أعداد البيض يفوق أعداد السود في المدينة بحوالي مليون ونصف.
ضربت موجة البطالة كل أنحاء الولايات المتحدة بكل صنوف مناطقها السكانية، وقد ازدادت الفجوة بين السود والبيض اتساعاً، لكنها كانت الأوسع في نيويورك. عبَّر اقتصاديون عن حيرتهم حول فقدان الكثير من السود لأعمالهم في نيويورك، ولاسيما أن التسريحات الكبيرة في المدينة حدثت في القطاعات التي يشكل العمال السود نسبة ضئيلة فيها، مثل القطاعات المالية والقطاعات المتطلبة ثقافة وعلماً.
قال فرانك براكوني، الاقتصادي الأول في مكتب مراقبة النفقات «يتجه معدل البطالة بين الأمريكيين الأفارقة بشكل عام لأن يكون أكبر بحوالي مرتين من معدل البطالة بين البيض لكن ازداد اتساع هذه الفجوة بشكل كبير في نيويورك خلال العام الماضي».
تاريخياً، كان معدل البطالة بين السود أعلى دائماً من معدل البطالة بين البيض، لكنه ازداد بشكل عام منذ بداية الركود في كانون الأول 2007 بمقدار 4.6% جاعلاً معدل البطالة بين السود في نيسان أعلى من 15%. إن الأعداد الكبيرة من السود العاطلين عن العمل أصبحت قضية قومية حيث سُئل الرئيس أوباما في مؤتمر صحفي في البيت البيض الشهر الماضي عما يستطيع فعله لكي «يوقف نزيف خسارة العمل بين السود».  قال الرئيس إنه لمساعدة أية جماعة، من السود كانت أم من اللاتينيين أو الآسيويين، فإنه يحتاج إلى «تحريك الاقتصاد بمجمله. إذا لم أفعل ذلك لن أكون قادراً على مساعدة أي شخص».

في الربع الأول من عام 2008، كان معدل البطالة بين السود على مستوى البلاد 8.9%، بينما كان بين البيض 4.8%. في الربع الأول من عام 2009 ارتفع المعدل بين السود إلى 13.6% بينما ارتفع بين البيض إلى 8.2%.
عبَّر خبراء السياسة الاقتصادية والمسؤولون الحكوميون عن قلقهم حول حدة اتجاه معدل البطالة في نيويورك حيث ارتفع بين السود من 5.7% في الربع الأول من عام 2008 إلى 14.7% في الربع الأول من عام 2009، بينما ارتفع بين النيويوركيين البيض من 3% إلى 3.7% خلال الفترة نفسها، مشيرين إلى أن نسبة السود العاطلين عن العمل في المدينة هم أكثر بأربعة أضعاف من نسبة العاطلين البيض.
أحمدي سكروجيس، موظف أسود، 32 عاماً، سُرِّح من عمله في بنك نيويورك بعد أزمة الرهون العقارية. قال السيد سكروجيس «إن إدارة البنك تتألف بمعظمها من البيض وهؤلاء لم يتركوا وظائفهم، تظن بأنهم سيقومون باقتطاع الدهن من الأعلى، وليس من الأسفل، لأن العمال الذين يتقاضون الأجور الأدنى يقومون بمعظم العمل». السيد سكروجيس متزوج ولديه ثلاثة أولاد، قال بأن الإعانة التي تلقاها لمدة ثلاثة أشهر قد نفذت ولايعرف كيف سيعيش ويعيل عائلته إذا لم يجد عملاً في الحال.
روجر ريتشاردسون، عامل أسود، تم تقليص عدد ساعات عمله الشهر الماضي في شركة هوم ديبوت بأكثر من النصف «يجب علي إيجاد عمل آخر لأن ما أتقاضاه لايكفي إطلاقاً لتغطية نفقاتي».
قال ديفيد جونز، رئيس مؤسسة الخدمة الاجتماعية التي تعمل لمصلحة العمال ذوي الأجور المنخفضة، بأنه لايعتقد «أن تأثيرات هذا الركود كانت متكافئة، حيث تأثر بشدة أكبر العمال ذوو الدخل المنخفض والعمال الذين يفتقدون للمهارات، إن هؤلاء العمال تم التعامل معهم كنوع من المنقولات يسهل تحريكهم والتخلص منهم ففقدوا وظائفهم بسرعة كبيرة، خصوصاً في متاجر التجزئة، إنهم الأشخاص الذين يحملون وينقلون الصناديق ويؤدون أعمالاً لاتتطلب أية مهارة. يوجد في مثل هذا القطاع أعداد كبيرة من الأمريكيين الأفارقة».
جيمس باروت، كبير الاقتصاديين في معهد السياسة المالية، مؤسسة بحث مستقلة، بعد مقارنته بيانات العمل في 12 شهراً امتدت حتى 30 نيسان مع فترة سنة سابقة، وجد بأن النيويوركيين البيض قد حصلوا على وظائف وأعمال بينما استمر السود خلال الفترة نفسها في خسارة أعمالهم. قال السيد باروت «حدث تحول عرقي حقيقي في سوق العمل في المدينة خلال السنة الماضية».
آلدومين غوميز، عامل أسود، عمل ممرضاً مساعداً لسنة واحدة قبل أن تُغلق المشفى التي كان يعمل فيها في كانون الثاني. قال السيد غوميز «إن العمال الذين بقوا في وظائفهم في الشركة التي أعمل فيها كانوا أشخاصا يعملون في الإدارة وهم بمعظمهم من البيض».
يدرس السيد غوفيز علوم سياسية ليلاً في جامعة باروش، ويأمل أن يتابع بعد ذلك دراسة القانون، لكنه قال إنه خائف من أنه قد لن يكون قادراً على دفع رسوم الجامعة– والعيش في السكن الطلابي في مانهاتن– إلا إذا وجد عملاً آخر في القريب العاجل.

ترجمة: حسين علي- بوسطن- قاسيون

معلومات إضافية

العدد رقم:
415