الولايات المتحدة:آرادته بين 8 ـ 12 $ وهاهو يقفز إلى الـ 45 $ وقد يصل إلى الـ 100 $ «على نفسها جنت براقش»!

رغم حروبها لحل أزمتها الاقتصادية.. يجري في الواقع عكس ماكانت تريده الامبريالية الأمريكية. فهي إن كانت تسعى من خلال حروبها للسيطرة على تسعير النفط وتخفيض أسعاره لتحفيز نموها الاقتصادي، إلاّ أن ما يجري على الأرض هو عكس ماتريده... وهكذا: «على نفسها جنت براقش»!!..

فقد وصلت أسعار النفط إلى رقم قياسي، ويلاحظ المختصون أن سعر 45 دولاراً للبرميل هو أعلى سعر له منذ 21 عاماً. وهم لايستبعدون أن يصل سعر البرميل إلى رقم خيالي وهو 100 دولار. هذا مايقوله المختصون في «البنك الألماني» (دوتشي بنك)، ففي تقريرهم: «وجهاً لوجه أمام الرعب» يؤكدون أن سعر النفط يمكن أن يصل إلى مئة دولار إذا ما وقع حادث أو كارثة أو «تخريب» كبير، مما يؤدي إلى انخفاض الإمدادات.

كما أن الرئيس الفنزويلي شافيز أعلن منذ أيام أن سعر البرميل 100 $ هو رقم واقعي!. وينتظر بعد ذلك أن يتبعه ارتفاع البضائع والخدمات الأخرى... فقد أعلن منذ الآن عدد من ممثلي شركات الطيران الكبرى عن احتمال رفع أسعار تذاكر السفر بالطائرات..

إن أسباب ارتفاع الأسعار الدوري للنفط لا تتميز عن آلية سابقاتها. فالمحللون يتحدثون عن ارتفاع الطلب على الذهب الأسود في الولايات المتحدة والصين، وعن توقف إمدادات الشركة الدولية «يوكوس»، وكذلك الأمر توقف استخراج النفط في جنوب العراق.

فمنذ أسبوع، إلى جانب ذلك، توقفت بغداد عن التصدير عبر الميناء التركي «جيهان« بسبب وقف تدفق النفط عبر الخط في شمال العراق.

مع العلم إن السعر الوسطي للنفط خلال شهر في الأسواق العالمية حسب سلة «أوبك» وصل في تموز إلى 3629 $ للبرميل الواحد، وهو رقم قياسي خلال العشرين عاماً الماضية، أي أنه ارتفع خلال شهر واحد 4.9%. وقياساً على ذلك فإن الارتفاع السنوي هو: (32.3%) وحسب المحللين النفطيين فإن الأسعار ستستمر بالارتفاع حتى نهاية الصيف، ويمكن أن تتوقف فقط في نهاية أيلول.

أما نائب وزير الطاقة الفنزويلي فهو أكثر تشاؤماً، فقد أعلن أن ارتفاع أسعار النفط لن يتوقف قبل 2004.

ويلاحظ المحللون أن كل إجراءات الأوبك لم تؤثر ولن تؤثر على العملية الجارية، أي تصاعد وتيرة ارتفاع الأسعار لأنه، كما تبين لهم، فليس هناك علاقة مباشرة بين الأسعار ومستوى الإنتاج، لأنه منذ أول تموز رفعت عشرة بلدان من الأوبك إنتاجها حتى 26 مليون برميل في اليوم الواحد ولم تتغير اللوحة، وإذا كان الأمر كذلك، تتجه التقديرات بأن الأسباب الحقيقية وراء طفرة ارتفاع الأسعار تعود إلى عوامل جيوسياسية مرتبطة بتدهور الوضع الأمني والعسكري في العالم. والمرجح أن يتدهور أكثر لاحقاً، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، فهي وراء كل ذلك...

 

«وعلى نفسها جنت براقش»!!..

معلومات إضافية

العدد رقم:
227
آخر تعديل على الإثنين, 28 تشرين2/نوفمبر 2016 14:31